شعاع من المحراب (صفحة 2994)

(2) الثلاثة الذين خلفوا (?)

الخطبةُ الأولى:

الحمدُ للهِ فارجِ الكُرباتِ ومغيثِ اللهفات، بيدهِ مقاليدُ السماواتِ والأرض، وعندهُ مفاتيحُ الغيبِ لا يَعلمُها إلا هو، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، يعلمُ ما في البرِّ والبحرِ وما تسقطُ منْ ورقةٍ إلا يعلمُها ولا حبةٍ في ظلماتِ الأرضِ ولا رطْبٍ ولا يابسٍ إلا في كتابٍ مبين.

وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُه، جاهدَ في اللهِ حقَّ جهادِه، وتركَ أمتَهُ على مَحجَّةٍ بيضاءَ لا يزيغُ عنها إلا هالكٌ، اللهمَّ صلِّ وسلمْ عليهِ وعلى سائرِ الأنبياءِ والمرسلين.

ورضيَ اللهُ عنِ الصحابةِ أجمعين، أولئكَ الذي أُوذوا وصبروا ومسَّتهمُ البأساءُ والضراء، حتى مكَّنَ اللهُ لهمْ في الأرضِ وفتحَ لهمْ قلوبَ العباد .. وعن التابعينَ لهمْ بإحسانٍ إلى يومِ الدين، أوصيكمْ ونفسيَ معاشرَ المسلمينَ بتقوى الله، وتلكَ وصيته لمنْ قبلَنا ووصيتهُ لنا: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا} (?).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (?).

أيها المسلمون: كانت الخُطبةُ الماضيةُ حديثًا مُعرِّفًا بالثلاثةِ الذين خُلِّفوا من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015