فهممتُ أنْ أرتحلَ فأدرِكَهم، فياليتني فعلتُ، ثمَّ لمْ يُقدرْ ذلكَ لي (?).
فهلْ نحذرُ التسويفَ يا عبادَ الله .. وهلْ نُحاذرُ الكسلَ والتباطئَ في عملِ الخير، وهلْ نسلكُ الجدَّ والحزمَ كما قالَ ابنُ الجوزي: فينبغي للحازمِ أنْ يعملَ على الحزم، والحزمُ تَدَارُكُ الوقتِ وتركُ التسويف (?).
2 - أصنافُ المجتمع، ومِنْ أيِّهمْ أنت؟ في أيِّ مجتمعٍ مؤمنونَ أقوياء، ومؤمنونَ ضعفاءُ لكنهمْ معذورونَ لضعفهم، ومنافقون، ومتخلفونَ لا عنْ نفاقٍ لكنْ عنٍ تسويفٍ أو كسل، وفي حديثِ كعبٍ رضيَ اللهُ عنهُ تشخيصٌ لهذهِ الفئاتِ يقول:
فكنتُ إذا خرجتُ في الناسِ بعد خروجِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فطفتُ فيهمْ أحزَنني أني لا أرى إلا رجلًا مغموصًا عليهِ في النفاق، أو رجلًا ممنْ عذرَ اللهُ من الضعفاء.
وإذا تحدثَ كعبٌ عنْ صنفينِ ممنْ بقي، فهوَ وصاحباهُ يمثلانِ منْ تخلَّفَ دونَ عذرٍ لكنْ دونَ نفاق، وهذا صنفٌ ثالثٌ، أما الرابع .. فهمُ المجاهدونَ والسابقونَ معَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأولئكَ أصحابُ القدحِ المعلَّى.
يا عبد الله: وإذا دُعي الناسُ للخيرِ فمنْ أيِّ الأصنافِ تُراكَ تُصنِّفُ نفسك؟
إنه لمُحزنٌ أنْ يحشرَ المؤمنُ نفسَهُ معَ المنافقين .. أو يُنزلَها منازلَ المعذورين، أو يقعدَ بها ببضاعةِ التسويف، ومن المعالي أنْ يكونَ معَ المسارعينَ للخيرات.
3 - عبادَ الله: لِمنْ يكونُ الولاءُ؟ والحذرُ منْ مؤامراتِ الأعداء: ولاءُ