وكمْ تألمُ حينَ تسمعُ عنْ قيمةٍ خياليةٍ لثوبِ سهرةٍ، وقدْ يكونُ الزوجُ منْ ذوي الدخلِ المحدودِ، وقدْ تَلْبَسُه المرأةُ مرةً أو مرتينِ ثمَّ ترمي بهِ جانبًا.
ألا فلْنتقِ اللهَ جمعيًا فيما أنعمَ بِهِ علينا، وبَدَلَ أنْ نُسرفَ لنُفِيءْ على مَن بهِ حاجةٌ، وإذا جاءَ الإسرافُ في مخيّلتِنا فلْنتذكرْ مَنْ مسَّتهمُ الحاجةُ مِنْ إخوانِنا في مشرقِ الأرضِ أوْ مغربِها، ولْنمدَّ يدَ المساعدة إِليهمْ.
لا بدَّ منْ تقييد النِّعم وشُكرِ المنعِمِ، وتقديمِ النموذجِ الأمثلِ، فالنِّعمُ إذا شُكِرتْ قرَّتْ، وإن كُفِرتْ فرَّتْ، لا بدَّ منْ توعيةٍ لأبنائنا وبناتِنا ونسائِنا، لا بدَّ أنْ يكونَ النهيُ عنِ الإسرافِ حديثًا في مجالسِنا، ولا بدَّ منْ إبرازِ قيمةِ الاقتصادِ وتطبيقاته في واقعنا، وذمِّ الإسرافِ في مدارسِنا وإعلامِنا، وعلى المربِّينَ والأئمةِ والدعاةِ والوعّاظِ أن يذكِّروا الناسَ بهذا الأمرِ.
لا بدَّ أنْ نتعاونَ على البرِّ، وكمْ هوَ جميلٌ أن تتبنَّى البلدياتُ أكياسًا خاصةً لبقايا الطعامِ تُوزَّعُ في البيوتِ والمناسبات، تُوزَّع على من يحتاجُ إليها. ولا بد أن تنشط جمعيات البرِ والمستودعات الخيرية أكثر على إيصال بقايا الطعام لمن يحتاجون إليه، وكم هو جميل أن يبعث الجار إلى جاره ما فضل من طعامه بدل أن يرميه فقد يكون جاره محتاجًا إليه.
اللهم أغن فقراء المسلمين ووفق الأغنياء للشكر والبذل، واعصمنا جميعًا من الإسراف والتبذير.