لمْ يكنْ هذا ولا ذاكَ ففي كثرةِ النومِ من إضاعةِ الوقتِ وتفويتِ الفُرصِ ما يكفي لعَيْبِه ومذمّتِهِ.
أيُّها المسلمونَ: احذروا الإسرافَ بكلِّ أشكالِه ومظاهرِهِ، فاللهُ لا يحبُّ المسرفينَ، واللهُ لا يهدي مَنْ هُوَ مسرفٌ كذّابٌ، والمسرفونَ همْ أصحابُ النارِ، ومَعَ ذلكَ لا تَقنطوا منْ رحمةِ اللهِ إذا تُبتمْ وأنبتُمْ إلى ربِّكم: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (?).
وعليكمْ بالاقتصادِ والاعتدالِ في أكلِكمْ وشُربكمْ، وفي منامِكمْ ويقظتِكمْ، في نفقاتِكمْ وملبسِكمْ، في بيوتكمْ ومناسباتِكمْ، وفي حالِ سفرِكم وإقامتِكمْ، في حديثِكمْ وصمتكم، وفي أسماعِكمْ وأبصارِكمْ، في حالِ غناكمْ أو فقرِكمْ، ولذُكورِكم وإناثكمْ، وكبارِكم وصغارِكمْ، ألا ما أجملَ الاقتصادَ حينَ يتمثلَّهُ الأغنياءُ المقتدِرونَ! وما أروعَ الاعتدالَ حينَ يتصدَّرُه الكرماءُ الباذلونَ، وكلُّهمْ يقولونَ: شعارُنا: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} (?).
وإذا كانَ يعابُ على العائلِ المستكبرِ فكذلكَ يُعابُ على الفقيرِ المُسرِفِ .. وكمْ تعجبُ لأسرةٍ تُجمَعُ لها الصدقاتُ منَ المحسنينَ فإذا بها تُنفِقُها في كمالياتِ الحياةِ، والأمرُ أخطرُ إذا استعانتْ بها على شراءِ المحرَّماتِ.
وكمْ يُدهشُكَ شابٌّ يُجمَعُ مهرُه منَ الجمعياتِ الخيريةِ وصدقاتِ المحسنينَ، فإذا أبصرتَ رقاعَ الدعوةِ وجدتَها في أفخمِ القصورِ!