وهيَ منْ كمالِ الإيمانِ قالَ صلى الله عليه وسلم: «من أحبَّ للهِ وأبغضَ للهِ، وأعطى للهِ ومنعَ للهِ فقد استكملَ الإيمانَ» (?).
بالأخوةِ تُستجلبُ محبةُ الله «وجَبَتْ محبَّتي للمتحابين فيَّ والمتجالسينَ فيَّ والمتزاورينَ فيَّ» حديث قدسي (?)، وبالأخوة يُظلُّ المتآخونَ المتحابونَ تحت ظلِّ إلا ظلُّه، فأحدُ السبعةِ منْ هؤلاء، رجلانِ تحابَّا في اللهِ، اجتمعا عليهِ وتفرَّقا عليه.
وبهذهِ الأخوَّةِ ولوازمِها تُحَتُّ الخطايا وتُغفرُ الذنوبُ؛ قالَ صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ مسلِمَيْن يلتقِيانِ فيتصافَحان إلا غَفَرَ اللهُ لهما قبلَ أنْ يَفْتَرْقا» (?)
والأخوَّةُ- لمنْ وُفِّقَ لأداءِ حقوقِها- طريقٌ إلى الجنَّة، ففي الحديث الصحيح: «من عاد مريضًا أو زار أخًا له في الله ناداه منادٍ: أن طبتَ وطاب مَمْشاك وتَبوَّأتَ من الجنةِ منزلًا» (?)
معاشرَ المسلمين: كمْ نُفرِّط في هذه المعاني واللوازم للأخوَّة، وفضلُها وآثارُها كما علِمْتم! وكَمْ نحن سعداء بهذه الأخوِّة، في الدنيا والآخرة! فهل نَسْتشعِرها، هلْ نُدْرك مقاصِدها؟
إنَّ منْ مقاصدِ الأخوَّة الإسلاميةِ التعاونَ على الإيمانِ والبرِّ والتقوى والتواصي بالحق والصّبر، وإذا خَسِرَ بنو الإنسانِ، فأُولئكَ هُم الفائزوِن.
وثَمَّةَ مقصدٌ آخرُ للإخوة، ألا وهو الاستعانةُ بالأخوَّةِ على نوائب الدّهر