شعاع من المحراب (صفحة 2717)

الأخوَّة الإسلامية (?)

الخطبةُ الأولى:

إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهدِ اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله.

اللهم صلِّ وسلِّمْ عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارضَ اللهمَّ عن الصحابة أجمعين والتابعين وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وسلِّم تسليمًا كثيرًا.

أيها المسلمون: مظهرٌ عظيمٌ من مظاهرِ قوتِنا، وسِمةٌ جليلةٌ من سماتِ وحدتِنا، وتعبيرٌ صادقٌ لتكافُلِنَا ومودَّتِنَا .. لا يتوفرُ مثلُها عندَ غيرِنا منَ الأمم، ولم تحفلْ بها الشرائعُ والأديان كما احتفل بها الإسلامُ .. إنها الأُخوَّةُ الإسلاميةُ، نزلَ تشريعُها منْ فوقِ سبعِ سماوات {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (?)، وتمثَّلها المسلمونَ واقعًا علميًا، بل ضربوا بها أروعَ الأمثلةِ محبةً وإيثارًا حتى خلّدَ القرآنُ ذكرَهم، وأثنى على صنيعِهم، قال تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} (?).

كَمْ للأخوّةِ منْ فضائلَ ومزايا حَرِيةّ أن نعيَها ونعملَ بها، وكمْ لها منْ مقاصدَ نبيلةٍ وآدابٍ راقيةٍ، وحقوقٍ مشروعةٍ، وكم لها من مفاسدَ وآفاتٍ .. وحَريٌ بنا أن نعلم هذا أو ذاك، فهي موثقةٌ لعُرى الإيمان «أوثقُ عُرَى الإيمانِ الحبُّ في اللهِ والبغضُ في الله».

طور بواسطة نورين ميديا © 2015