أيها المسلمون: إننا بإزاءِ هذه الآياتِ القرآنيةِ، أو سواها من آياتٍ وأحاديثَ نبويةٍ، نقفُ على عِدَّة (معالمَ) حول الدِّينِ والتديُّن.
المَعْلَم الأول: حاجةُ الإنسانِ إلى الدين، فلا اليهوديُّ ولا النصرانيُّ، ولا الوَثَنيُّ، ولا البُوذيُّ، ولا المجوسيُّ، ولا الصابئيُّ ولا سواهم -ممن أضلَّهم الله- يعيشُ بلا دينٍ .. ولكنَّ فضلَ الله في الهدايةِ والتوفيقِ يُؤْتيه من يشاءُ، وعلى من وفَّقه اللهُ للدينِ الحقِّ أن يشكرَ اللهَ على هذه النعمةِ التي سُلِبَها وضلَّ عنها أممٌ وشعوبٌ كثيرة، قال اللهُ عنهم: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} (?).
وقال: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} (?).
إنَّ الإسلامَ والإيمان مِنَّةٌ ربانيةٌ، وعلى المسلمين أن يَشكُروا ربَّهم عليها، وأن يعترفوا له بالفضلِ سبحانه إذْ هداهم إليه.
{يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لاَّ تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (?).
{وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} (?).
{اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} (?).
المعلم الثاني: ومِن عجبٍ أَن ترى أو تسمعَ عن حماسِ أصحاب الدياناتِ