غابرِ الزمن، رأى أنه ما من مجتمعٍ أو أُمةٍ إلا ولها دينٌ ومعتقَد، ولكنَّ هذا الدين قد يكون حقًا فيُفلِحُ معتنِقُوه في الدنيا ويَسعَدُون في الآخرةِ، وقد يكون الدينُ باطلًا فيورِّث أتباعَه الشقاءَ في الدنيا والعذابَ والخزيَ في الآخرة.
إن المتأمِّلَ في حديثِ القرآنِ عن الدين يجِدُ إشارةً لهذا وذاك، ويجدُ توجيهًا ربانيًا بالتزامِ الدين الحقِّ، وتأكيدًا على الإسلامِ على أنه الدينُ الذي أراده اللهُ ونَسَخَ به الأديانَ كلَّها.
تأمَّلوا في عددٍ من آياتِ القرآن في وصفِ الدين الذي يريدُه اللهُ، فاللهُ يقول: {أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} (?)، ويقول: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ} (?)، {وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (?)، ويقول: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ} (?)، ويقول: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ} (?).
وفي الجانبِ الآخر -وعن الأديانِ الباطلةِ- يقول تعالى:
{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ} (?)، {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ} (?)، {إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ} (?)، {وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (?).