شعاع من المحراب (صفحة 2703)

الباطلة، والمِلَلِ المنحرفةِ، لأديانِهم ومِلَلِهم إلى حدِّ الغلوِّ في الدين والرهبانيةِ المبتدَعَة، بل يبلغُ الحماسُ إلى التواصي بالصبرِ على هذه الآلهةِ وإن كانتْ فاسدةً؟

أجلْ، إنَّ من يقرأُ ما قصَّهُ اللهُ في كتابِه من أخبار الأُمم الماضيةِ يجدُ غُلوًّا عندَ أهلِ الكتاب قال اللهُ عنه: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ} (?)، وقال عنها: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} (?).

ويجدُ حماسًا وصبرًا عند المشركين على آلهتِهم الباطلةِ: {أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ} (?).

{وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلالًا} (?).

فهل يَسُوغُ أن يتحمَّسَ أصحابُ الباطلِ لأديانِهم ومعتقَداتِهم ويتراخى ويَضعُفَ أصحابُ الدين الحقِّ عن الصدقِ والحماسِ لدينِهم؟

المَعلَمُ الثالث: بل يجدُ المُطالعُ لآياتِ القرآنِ وأخبارِ الأمم السالفةِ واللاحقةِ محاوَلةً من أهلِ الباطل لتشويهِ الدِّين الحقِّ، ورَمْيِ المؤمنين بالباطل واتهامِهم بالفسادِ، بل ومحاولةِ قتلِهم والتخلُّص منهم.

لفد حفِظَ القرآنُ مقولةَ فرعونَ الآثمةِ الكاذبةِ {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015