وعظامُه بعملِه ما كان، وذلك ليُعذَرَ من نفسِه، وذلك المنافقُ الذي يُسخَطُ عليه» (?).
يا عبدَ الله: هل حضَّرت لهذا السؤالِ جوابًا؟ يا غافلًا عن هذه المقاماتِ تذكَّرْ، جاهِدْ نفسَك على عملِ الصالحات، كيف حالُكَ والصلاةَ؟ وهي أولُ ما يُحاسَبُ عنه العبدُ يومَ القيامة؟ وكيف أنتَ والزكاةَ؟ بل وعنِ المالِ كلِّه من أين تجمَعُه وكيف تُنفِقُه، كيف علاقتُكَ بربِّكَ خاصةً وبالخلقِ عامةً، وما من مَظلِمةٍ إلا وسيَرِدُ عليكَ أصحابُها في يومٍ أنت أحوجُ فيه إلى مِثْقالِ ذَرّةٍ من الحسنات، وما بك حاجةٌ إلى شيءٍ من السيئات؟ هل أنت من أهلِ القرآنِ تلاوةً وعملًا؟ أم أنتَ في عِدادِ من اتخذَ القرآنَ مهجورًا؟ وكيف حالُ لسانِك مع ذِكْرِ الله؟ وهو مما يُثقِّلُ الميزانَ «كلمتانِ خفيفتانِ على اللسانِ ثقيلتانِ في الميزان، حبيبتانِ إلى الرحمن: سبحانَ اللهِ وبحمدِه، سبحانَ الله العظيمِ».
ما جهودُك في الدعوةِ إلى دينِ الله {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا} (?).
وماذا تصرفُ من وقتِكَ لطلبِ العلمِ النافعِ «ومَن سلكَ طريقًا يلتمسُ فيه عِلمًا سهَّلَ الله له به طريقًا إلى الجنة»، كيف إحسانُك إلى الفقراءِ، «والصدقةُ تُطفِئُ الخطيئةَ كما يطفئُ الماءُ النارَ»، وكيف أنت وصِلةُ الأرحام «والرحِمُ على جَنَباتِ الصراطِ والرحمنُ يقول: مَن وَصَلَها وصلْتُه، ومن قطعَها قطعْتُه»، وأين أنتَ من حُسْن التعامل مع الجيرانِ وحُسْن الخُلُقِ مع عمومِ خَلْقِ الله، وصاحبُ الخلقِ الحَسَنِ يبلغ درجةَ الصائمِ القائمِ -إلى غير ذلك من أعمالٍ صالحةٍ تُدلِّلُ على