ترقُّبِكَ ليومِ الحساب، ومع ذلك كلِّه فلا تغترَّ بعملٍ عملتَه، وأسألْ ربَّكَ القَبُولَ والمغفرةَ والثباتَ على الحقِّ إلى أن تلقاه .. وليكن شعارُك في هذه الحياةِ {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} (?).
أيها الناسُ: إن نفرًا من المسلمين شَغَلتهُم الحياةُ الدنيا ببهجتِها وزُخرفِها وغرورها عن مَشاهدِ القيامة، وفَرِحوا بالحياة الدنيا وما الحياةُ الدنيا إلا متاعُ الغُرور .. لم يتَّعِظوا بصَرْعاها وفي كلِّ يومٍ لها صريعٌ، ولم يأخذوا العبرةَ من غيرِهم بل كانوا لغيرِهم عبرةً.
ما أَحوجَنا إلى صيحةِ صادقٍ كالذي قال لقومه: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ} (?).
وما أحوجَنا إلى واعظٍ كالذي قال لأبي ذرٍّ رضي الله عنه: يا أبا ذرٍّ أكثِرْ من الزادِ فالسفرُ طويلٌ، وخفِّفِ الظهرَ فالعقبةُ كَؤُودٌ، وأصلِح العملَ فالناقدُ بصيرٌ.
وما أَحوجَنا إلى ذِكْرى أُويس القَرْني -سيد التابعين- لعمرَ وعليٍّ وهما من ساداتِ المؤمنين وقد قال أويسٌ: إن بيني وبينَكما عَقَبةً كؤودًا لا يتجاوزُها إلا مُخِفّ.
اللهمَّ خفِّفْ أوزارنَا .. وثقِّلْ في عَرَصاتِ القيامة موازينَنا، وارحمْ يومَ العرضِ عليك مقامَنا.