يقول: كنيته أبو العون، ولد بقرية سفارين من قرى نابلس سنة أربع عشرة ومائة وألف، 1114هـ، ونشأ بها وتلا القرآن العظيم، رحل إلى دمشق لطلب العلم فأخذ بها عن الأستاذ الشيخ عبد الغني بن إسماعيل النابلسي، وشيخ الإسلام الشمس محمد بن عبد الرحمن الغزي، وأبي الفرج عبد الرحمن بن محيي الدين المجلد، وأبي المجد مصطفى بن مصطفى السواري، إلى آخره، وأخذ الفقه عن كذا، وحصل لصاحب الترجمة في طلب العلم ملاحظة ربانية حتى حصل في الزمن اليسير ما لم يحصله غيره في الزمن الكثيرـ ورجع إلى بلده ثم توطن نابلس.
الرجل لا شك أنه مكثر من التصنيف، له مصنفات كثيرة، وأيضا هو مكثر من جمع التصانيف، عنده مكتبة كبيرة، يعني يرجع في الكتاب الواحد من تصانيفه إلى خمسمائة مصنف، مراجع، قد يقول قائل: إن هذا ليس مما يمدح به المؤلف؛ لأنه قد يكون الكتاب كله مجموع، إذا كانت خمسمائة مؤلف، أخذ من هذا شيء، وأخذ من هذا شيء يصير مؤلف، والبراءة إنما تكون في قلة المراجع؛ لأنه يكون الاعتماد على ما في الذهن حينئذ، يعني هل من مناقب من محاسن التصنيف أن يرجع فيها إلى المؤلفات الكثيرة؟ ذكر في مقدمة شرح غذاء الألباب، شرح منظومة الآداب أنه رجع فيه إلى أكثر من ثلاثمائة كتاب، وهكذا نجد في الرسائل والمنصفات الحديثة نجدهم يرجعون إلى ثلاثمائة، إلى خمسمائة، إلى سبعمائة كتاب، هل نقول: إن هذه ميزة؟ كثرة التصانيف تدل على أن الرجل اهتم ببحثه وفوح في الكتب، يمين وشمال، وأغرب وأبعد، في كتب ما يكتب موضوع ما يكتبه في غيرها من الكتب، مما له علاقة قريبة أو بعيدة هذه مما يمدح بها أو نقول: إن هذا إنما أخذ علومه من هذه الكتب، ولم يبق لتحريراته وترجيحاته ومبتكراته شيء، مع أنه قد لا يكون هذا على حساب هذا، قد يأخذ من الكتب أشياء يسيرة وينطلق منها إلى التحرير والتنقيح، وقد يكون يأخذ من هذا الكتاب، ليناقش هذا المؤلف ويرد على ذاك، ويحصل منه فائدة، أما مجرد النقل، نقل جملة من هذا، وسطر من هذا، وصفحة من هذا، هذا ليس بتأليف، هذا ليس بتأليف على الحقيقة، وليس مما يمدح به المؤلف.