يقول: جاء في سلك الدرر في تراجم رجال القرن الثاني عشر والثالث عشر، يقول: محمد بن أحمد بن سالم بن سليمان السفّاريني، الشهرة والمولد، النابلسي الحنبلي، الشيخ الإمام، والحبر البحر النحرير الكامل الهمام الأوحد العلامة ... إلى آخره.

هذا الكتاب سلك الدرر للمراديفي فيه مبالغات، فيه مبالغات، وفيه أيضا إطراء وغلو لبعض المترجمين، إلى أن قال: فقد كان غرة عصره، وشامة مصره، لم يظهر في بلاده بعده مثله، وكان يدعى للملمات، ويقصد لتفريج المهمات، هذا الكلام غلو، هذا غلو ومبالغة اللهم إلا إذا كان يستعان به ويستفاد منه مما يقدر عليه في مقدوره إذا احتاج الإنسان إلى شيء، إلى مساعدة في شيء مما يقدر عليه لا مانع، أما ما لا يقدر عليه فهذا ليس من خصائصه، ذا رأي صائب وفهم ثاقب، جسورا على ردع الظالمين وزجر المفترين، إذا رأى منكرا أخذته رعدة، وعلا صوته من شدة الحدة، وإذا سكن غيظه وبرد قيظه يقطر رقة ولطافة وحلاوة وظرافة، وله الباع الطويل في علم التاريخ، وحفظ وقائع الملوك والأمراء والعلماء والأدباء، وما وقع في الأزمان السالفة، وكان يحفظ من أشعار العرب العرباء والمولدين شيئا كثيرا.

كونه يغار على محارم الله، ويغضب إذا انتهكت محارم الله هذا أمر شرعي، فقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يغضب، لكن في مقابل فاعل المنكر.

جسورا على ردع الظالمين وزجر المفترين، إذا رأى منكرا أخذته رعدة، وعلا صوته من شدة الحدة، الحدة في هذه المواطن لا شك أنها قد تكون نابعة من شدة الغيرة، والزيادة في الغيرة، لكن مقابلة مرتكب المنكر بهذا الأسلوب ليس بشرعي، النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: ((لا تزجروه، لا تزرموه، دعوه)) وهذا للذي بال في المسجد، كان النبي -عليه الصلاة والسلام- رفيقاً في مثل هؤلاء في تعليم الجاهل، اللهم إلا المعاند فله أسلوب آخر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015