أتى زيادات، ابن مانع معروف أنه على مذهب أهل السنة يقول: أتى بزيادات لم تسلم له حتى عند ذويه النجديين -سامحه الله-، ولما قلت نسخ المختصر المذكور، وكثر طلابه من الحنابلة وغيرهم، أحببت أن أبادر إلى طبعه، وتعميم نفعه، والله الهادي، وعليه اعتمادي.
هذه المختصر مطبوع سنة 1350هـ، يعني -نحو من ثمانين عاما- فهذا لم يزد فيه، وأبقى كل ما لوحظ على السفاريني أبقاه، وهنا حتى في مسألة التوسع في مفهوم أهل السنة قال: فائدة أهل السنة والجماعة ثلاث فرق:
الأثرية، وإمامهم الإمام أحمد -رضي الله تعالى عنه-.
والأشعرية، وإمامهم أبو الحسن الأشعري -رحمه الله- تعالى.
والماتريدية، وإمامهم أبو منصور الماتريدي.
وعلق على هامش الأصل وهو موجود مخطوط بهامش الأصل: هذا مصانعة من المؤلف -رحمه الله- في إدخال الأشعرية، والماتريدية في أهل السنة، كيف يكون من أهل السنة من لا يثبت علو الرب -سبحانه- فوق سماواته، واستواءه على عرشه؟ ويقول: حروف القرآن مخلوقة، وأن الله لا يتكلم بحرف ولا صوت إلى آخره، وسيأتي الكلام عليه في موضعه -إن شاء الله تعالى-.
المقصود أن الملاحظات على الأصل وجدت كما هي على المختصرين، أعني مختصر: ابن سلوم، ومختصر الشطي.
مختصر ابن مانع أضاف إليه إضافات، وجرده من بعض الملاحظات، وكذلك حاشية الشيخ عبد الرحمن بن قاسم أيضا مطبوعة قديمة سنة 64، أو 66، 1366هـ، ثم أعيد طبعها مرارا، ويبقى أن الأصل الذي هو الشرح، شرح المؤلف فيه فوائد وعلوم لا توجد في غيره؛ لأنه مطول.
هذه ترجمة السفاريني قد يقول قائل: ترجمتوا للشيخ حافظ، وتذكرون الآن ترجمة للسفاريني، ولم تترجموا للإمام المجدد، أنا أقول: الإمام المجدد ليس بحاجة إلى ترجمة، فترجمته بمثل هذه الطريقة لا تسمن ولا تغني من جوع، في ترجمته مؤلفات، وقد بحث -رحمة الله عليه- من جوانب متعددة، أقول: بحوث مطبوعة وموجودة، وهو أشهر من أن ينوه به في كلمات يسيرة.