هذان لم يغيرا من واقع الكتاب شيئا، ولم يعلقا على ما فيه مما يلاحظ، وطبع الكتاب بطبعته الأولى أعني الشرح باسم (لوامع الأنوار البهية) في مطبعة المنار منذ ما يقرب من ثمانين عاما، وهذه الطبعة نادرة لا توجد، ثم أعيد طبعه بمطابع الأصفهاني في جدة، وعلق عليه من قبل الشيخ عبد الله البطين، والشيخ سليمان بن سحمان، تولوا التعليق على هذه الملاحظات، وهي مطبوعة مع الكتاب، ثم صور مرارا بعد ذلك، وهذه المختصرات أعني مختصر ابن سلوم ومختصر الشطي أبقوا الكتاب كما هو، وأما بالنسبة للشيخ ابن مانع في مختصره فقد علق على بعض الأشياء وهذا الشطي يقول: إنه اختصره نعم يقول في مقدمة المختصر: الحمد الله، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد: فإن الكتب المصنفة في العقائد السلفية لعلمائنا الحنابلة كثيرة بين كبير كشرح العقيدة للعلامة السفاريني، وصغير كعقيدة شيخ المذهب الموفق ابن قدامة، وكلاهما مطبوع معروف، ولم نطلع على كتاب متوسط يجمع المسائل الاعتقادية، خاليا من ذكر الخلاف الكثير والمناقشات الطويلة، وهذا ما دعا سيدنا الجد العلامة الكبير الشيخ حسن الشطي -رحمه الله- تعالى لاختصار شرح السفاريني المنوه به، فإنه جرد منه المسائل التوحيدية، والمباحث العلمية، وترك الخلاف، والمناقشات والإطناب قاصدا بذلك إفادة الطلاب، وقد انتشر هذا المختصر وانتفعت به الحنابلة في بلاد الشام ونابلس ومصر من حياة المؤلف حتى الآن، ولم يغني عنه طبع أصله المذكور للفائدة المذكورة، فإنه طبع بمصر سنة 1323هـ، -يعني منذ أكثر من مائة سنة-، طبعا حسنا في جزأين، وعليه ترجمة المؤلف وفهرس مفصل.
أما هذا المختصر فإنه في نحو الربع من الأصل، وهو اختصار بدون زيادة، خلافا للمختصر الذي وضعه الفاضل الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع النجدي، وطبعه في الهند سنة 1336هـ، فإنه بالغ في الاختصار وأتى بزيادات لم تسلم له حتى عند ذويه النجديين -سامحه الله-.