نمرها كما أتت في الذكر ... من غير تأويل وغير فكر
"نمرها" يعني نقرأها ونعرف معانيها، لكن الكيفيات لا يمكن وصولنا إليها،
"نمرها كما أتت في الذكر"، الذكر في الأصل هو القرآن، ومثله السنة، وجاء عن بعض السلف: أمروها كما جاء، لكن مع اعتقاد أن لها معاني، ولا مانع من البحث في هذه المعاني، لكن الممنوع هو البحث في الكيفيات،
نمرها كما أتت في الذكر ... من غير تأويل وغير فكر
"من غير تأويل وغير فكر"، يعني من غير تفكر فيما وراء المعنى من الكيفيات التي هي صارت سبباً لضلال من ضل، التفكر في هذه الصفات صارت سبباً في أول الأمر قرءوا النصوص، ثم بالغوا في إثباتها، وكيفياتها، فلما لم يصلوا إلى نتيجة نفوها، فالمعطل ما وصل إلى التعطيل إلا بعد أن جاز قنطرة التمثيل.
قال بعد ذلك:
ويستحيل الجهل والعجز كما ... قد استحال الموت حقاً والعمى
لما ذكر ما يجب أن يثبت لله -جل وعلا- من الصفات التي أثبتها لنفسه، وأثبتها له رسوله -عليه الصلاة والسلام-، ذكر ما لا يجوز إثباته، ما لا يجوز إثباته، بل يستحيل إثباته؛ لأنه مناقض لما ثبت عنه -عليه الصلاة والسلام- من صفات الكمال، ويستحيل الجهل، الله -جل وعلا- عليم، وعلام الغيوب، يعلم السر وأخفى، كيف يوصف بالجهل؟ ويستحيل الجهل والعجز هذا مستحيل لذاته وإلا لغيره؟ الجهل والعجز؟
طالب:. . . . . . . . .
هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
الله -جل وعلا- ثبتت له صفة العلم والقدرة، واستحالة الجهل والعجز لذاته أو لغيره؟ يعني هل استحالته لأن فيه جمعاً بين النقيضين، أو لأن الله -جل وعلا- لا يمكن أن يتصف بهذه الصفات؟ إي لذاتها؛ لا يمكن أن يتصف؛ لأنه موصوف بصفات الكمال، فكيف يوصف بصفات النقص.
ويستحيل الجهل والعجز كما ... قد استحال الموت. . . . . . . . .
لأنه هو الحي القيوم، هو الباقي، هو الباقي، {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} [(27) سورة الرحمن]، {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} [(26 - 27) سورة الرحمن]، والحكم على بعض المخلوقات بأنها لا تفنى لا يعني أنها مشاركة لله بهذه الصفة.
ثمانية حكم البقاء يعمها ... من الخلق والباقون في حيز العدم