"وخلقه فاحذر من النزول"، يعني احذر من النزول، الآن الإنسان مرتفع بدينه وإسلامه، ويكون ارتفاعه بقدر تحقيقه لهذا الدين وتمسكه به، فإذا اختل هذا التحقيق والتمسك نزل، نزل إلى أن يصل إلى الحضيض المناقض لهذا العلو للشرك، وقد يقرب منه بالبدعة المغلظة، إذا أخرجته من الدين هذه البدعة صار مثل المشرك في الحضيض، في الحضيض الداني، وينزل من علوه بدينه، والتزامه وتمسكه به، بقدر مخالفته، فاحذر أن تنزل عن هذا العلو الذي هو منحة إلهية، اختصك الله به، وحباك إياه، دون من لم يوفق من البشر الذين هم في الحضيض، فإذا الإنسان أثبت ارتفع؛ لأن هذا دليل على التزامه وتمسكه بدينه، فإذا نفى أو شبه أو عطل، أو خالف السلف فيما يقولون؛ لأنهم هم الطبقة العليا بالنسبة للمنتسبين لهذا الدين، ومن خالفهم ينزل بقدر مخالفته لهم.

"فاحذر من النزول"

فسائر الصفات والأفعال ... قديمة لله ذي الجلال

سائر الصفات التي تقدم ذكرها من الصفات الذاتية، والصفات الفعلية، والخبرية التي هي بالنسبة لنا يمكن أن يعبر عنها بأنها أبعاض، صفات.

سائر الصفات والأفعال ... قديمة لله ذي الجلال

قديمة، قديمة الاستواء قديم، النزول قديم، قديمة وإلا ليست قديمة؟

طالب:. . . . . . . . .

هل نقول إن النزول مثل الكلام مثل الخلق ومثله الاستواء؟ الاستواء ما حصل إلا بعد ما خلق العرش؛ لأنه استوى على العرش، والخلق الخلق أصله نوعه قديم، ما في إشكال، لكن ما يقال إن الاستواء نوعه قديم، نوعه بعد خلق العرش وكذلك النزول بعد خلق السماوات.

فسائر الصفات والأفعال ... قديمة لله ذي الجلال

فالإطلاق الذي ذكره المؤلف يحتاج إلى شيء من التقييد، لكن بلا كيف على ما تقدم أنه لا يجوز تخيل الكيفية ولا السؤال عنها، ولو كان خيراً لسبقونا إليه، ما سألوا النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك.

"بلا كيف ولا تمثيل"، ليس كمثله شيء، فالتمثيل منفي بنص القرآن، رغماً لأهل الزيغ والتعطيل، رغماً لأهل الزيغ والتعطيل، أي من المبتدعة الذين إما أن يعطلوا الله -جل وعلا- عن صفاته، وينفون ما أثبته لنفسه، أو يبالغون في إثباته حتى يصلوا إلى حد التكييف والتمثيل، وتشبيه الخالق بالمخلوق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015