وهناك نوع من الشفاعة خاص بالأنبياء والرسل لا يشركهم فيه غيرهم، وهو شفاعتهم للناس عندما يجوزون الصراط، فإنه عندما يجوز الناس الصراط لا يتكلم أحد إلا الرسل ودعواهم: (اللهم سلم سلم) كما الصحيحين، وفي رواية سهيل قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وعند ذلك حلت الشفاعة) ، وهذا النوع من الشفاعة هو شفاعة لأهل الإيمان، ولكنها شفاعة خاصة بالرسل، وما جاء في جامع الترمذي من حديث المغيرة بن شعبة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (شعار المؤمنين على الصراط يوم القيامة: اللهم سلم سلم) ؛ فهذا لا يعارض ما جاء من أنه لا يتكلم أحد على الصراط إلا الرسل؛ فإن الرسل يصدق عليهم وصف الإيمان بل هم أعلى المؤمنين إيماناً، فيكون شعار المؤمنين -الرسل- الذين يتكلمون على الصراط ولا يتكلم أحد من الناس سواهم، شعارهم ودعواهم: اللهم سلم سلم؛ لعظم الأمر وشدة الكرب؛ فهم يدعون لأنفسهم ولأممهم ولمن آمن بهم بالسلامة.
هذه شفاعات ثلاث: