ثم قال المؤلف رحمه الله في آخر هذه العقيدة: [نسأل الله أن يعصمنا من البدع والفتنة، ويحيينا على الإسلام والسنة، ويجعلنا ممن يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحياة، ويحشرنا في زمرته بعد الممات برحمته وفضله، آمين.
وهذا آخر المعتقد، والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً] .
ختم المؤلف رحمه الله هذه الرسالة بالدعاء بسؤال الله عز وجل العصمة من شرين: البدعة والفتنة، والبدعة هي من الفتنة، لكنه ذكرها لما لها من الخطورة، والفتنة تكون بالبدعة وتكون بالمعصية وتكون بغير ذلك.
ثم قال: (ويحيينا على الإسلام والسنة) ، والحياة على الإسلام رحمة وفضل، ويكمل ذلك باتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم سأل الله عز وجل مسألتين: المسألة الأولى في الدنيا وهي مقدمة ما يكون في الآخرة، فسأله أن يكون في الدنيا ممن يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحياة في ظاهر الأمر وباطنه، في عقده وقوله وعمله، ونتيجة ذلك ما سأل الله: (ويحشرنا في زمرته بعد الممات) أي: في جماعته وفي حزبه بعد الممات، فإن الحشر في حزبه من أسباب الفلاح والنجاة.
قال: (برحمته وفضله) يعني: لا بجهدنا وعملنا، إنما ذلك محض فضل الله ورحمته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله) .
قوله: (آمين) .
أي: اللهم استجب.
ثم قال: (وهذا آخر المعتقد، والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسلماً) .
ختم هذه الرسالة بالحمد لله عز وجل على التوفيق إلى هذا العقد وإلى كتابة هذا العقد لينتفع به من ينتفع، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح، وأن يجعل ما تعلمناه نافعاً لنا يوم العرض عليه.
وبهذا نكون قد انتهينا من هذه العقيدة المباركة (متن لمعة الاعتقاد) تأليف الإمام الموفق ابن قدامة رحمه الله.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.