الأسنان والأضراس, فجعلوا الأضراس آلة المضغ التي في الجوانب دون غيرها من الثنايا والرباعيات والأنياب كما هو مقتضى صنيع المصنف, والحلم بكسر الحاء المهملة: العقل, وأصله الأناة, وأضافوا الضرس إليه لأنه يتأخر طلوعه, فلا ينبت إلا بعد أن يكمل الإنسان ويتم عقله. قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: إن الناجذ آخر الأضراس, وإنما يطلع إذا استحكمت شبية الإنسان واشتدت مرته, ولذا يدعوه العامة ضرس الحلم, كأن الحلم يأتي مع طلوعه, ويذهب نزق الصبي. وقد سبق أنهم اشتقوا منه المنجذ لكمال عقله. وفي بعض النسخ: والنواجذ: ضروس الحلم بصيغة الجمع, وكلاهما صحيح كما هو ظاهر. والله أعلم. (والأرحاء) جمع رحى بالقصر. (والنواجذ) جمع ناجذ (هي الأضراس) أي وما عداها ثنايا ورباعيات وأنياب وتقدم أن كلام اللغويين صريح في اتحاد الأضراس والأسنان, وأنه لا فرق بينهما عندهم. والمتعارف هذا التفصيل الذي ذكره المصنف. والله أعلم.

(وإذا سقطت) كنصر سقوطًا أصل السقوط هو الوقوع من أعلى إلى أسفل ثم استعملوه بمعنى الذهاب والزوال أي زالت (أسنان الصبي) بفتح الصاد المهملة وكسر الموحدة وشد التحتية أي الولد الصغير, ويأتي الكلام عليه (قيل) في حقه (ثغر) بضم المثلثة وكسر الغين المعجمة مجهولًا من الثلاثي, ونائب فاعله (الصبي) ذكره للبيان, وإلا فلو حذفه وأعاد الضمير على الصبي الأول لكان كافيًا (فهو) أي الصبي (مثغور) على القياس. كأن أحدًا ثغره كمنع, أي: أسقطها لها.

(فإذا نبتت) أي: أسنانه (قيل) في حقه (قد اتغر) بشد الفوقية, وأصله افتعل, فأبدلت المثلثة الأولى مثناة, وأدغمت في تاء الافتعال, (واثغر) بشد المثلثة إبقاء لها مع قلب تاء الافتعال مثلثة الأجل الإدغام نظير ادكر واذكر.

(بالتاء) المثناة وقدمها لأنها أفصح (والتاء) المثلثة (مع التشديد فيهما) , أي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015