بسم الله الرحمن الرحيم
يا من التحفظ بذكره كافٍ عن كفاية المتحفظِ, والتلفظ بشكره إلى بدايته تنتهي نهاية المتلفظ, إذ القصور عن إدراك التخلق به قصارى كل عالمٍ, بشهادةٍ لا نُحصى ثناء عليك, أنت كما أثنيت على نفسك, في محامد سيد العوالم, صل وسلم على سيدنا ومولانا محمدٍ المخصوص بجوامع الكلم في جميع اللغات, المؤيد على سيدنا ومولانا محمدٍ المخصوص بجوامع الكلم في جميع اللغات, المؤيد بالمعجز العظيم, الجامع لإحكام الأحكام والحكم البالغات, وعلى آله وصحابته المستمدين من فيض سحابته, وبعد:
فهذا شرح تقر بتقرير تحريره عيون العيون, وتنشرح بتحرير تقريره صدور الصدور, ويستخرج كامل الغوص من عباب قاموس الرائق, من عقد صحاح جوهره المحكم الفائق, ما فيه غنية الفصيح المهذب في الورود والصدور, استخرت الله تعالى, وضبطت فيه ما يحتاج إليه المتلفظ من ألفاظ المختصر الموسوم بـ «كفاية المتحفظ» , بعد ما سألنيه جماعة من الأصحاب الجهابذة, الذين تكررت قراءتهم إياه كغيره عليّ, وطائفة من الشيوخ الأساتذة الذين كانوا يستندون في أمثاله من العلوم اللسانية إليّ, فلم يمكني إلا جبر خواطرهم بالمقابلة بالامتثال, والمساعفة بالمبادرة إلى جمع ما راموه من تقييد ما هو كالشرح لذلك الكتاب العزيز المثال, فجمعت لهم ما تاقت إليه أنفسهم