وغير ذلك, بخلاف قول أبي زيد بأنه يختص بالنوع العاقل فقط, لأنه فسره بالجسد, والجسد إنما يطلق على جسم العاقل فقط, وهو الإنسان والملائكة والجن, كما في القاموس والصحاح والمصباح والبارع والخلاصة وغيرها. على أن صاحب المحكم خصه بالإنسان فقط, وجعل إطلاقه على الملائكة والجن قليلًا, كما يدل عليه قوله: الجسد: جسم الإنسان, ولا يقال لغيره من الأجسام المغتذية, وقد يقال للملائكة والجن جسد. وقد أودعنا فيه كلامًا مطولًا في شرح نظم الفصيح وغيره. وأما قوله تعالى: {فأخرج لهم عجلًا جسدًا} , أي ذا جثة على التشبيه بالعاقل, أو الجسم كما نبه عليه في المصباح وغيره, والله أعلم, وقد يقال في الجثمان جسمان بالسين بدل المثلثة كما في الدواوين اللغوية. لكن ظاهر كلام الجوهري أنه جمع, والتحقيق أنه مفرد. والجثمان والجسمان والجسم كلها مترادفة. والله أعلم.

(وقمته) بكسر القاف وشد الميم: (أعلى رأسه) وقد استعملوا القمة بمعنى القامة أيضًا كما في القاموس وغيره.

(والبشرة) بفتح الموحدة والشين المعجمة والراء المهملة آخره هاء تأنيث. (ظاهر جلده) بكسر الجيم وسكون اللام, وقد يفتحان معًا, أي: جلد الإنسان, وهو ظاهر بشرته, يستعمل في كل حيوان. وقال الأزهري: الجلد: غشاء جسد الحيوان. وقوله: (كله) هو بالرفع تأكيد لـ «ظاهر» كما لا يخفى, وجميعها بشر بإسقاط هاء التأنيث, ثم أطلقوه على الإنسان واحده

طور بواسطة نورين ميديا © 2015