وعلى التوجيه الأول اقتصر الشيخ ابن مالك في شرح الكافية, وبسطناه بسطًا في شرحها وغيره من مصنفات النحو. والحب بضم الحاء المهملة وشد الموحدة: الوداد. وفيه أحكام:

منها: أن الأفصح في فعله كونه رباعيًا واستعماله ثلاثيًا شاذ, وقرئ به {يحببكم الله}.

ومنها أن مضارع الثلاثي منه مكسور على خلاف القياس, لأن القاعدة في مضارع فعل الثلاثي المضاعف المفتوح المتعدي أن يكون على يفعل بالضم وشذ حب وحده.

ومنها: أنهم قالوا: إنه لا يأتي يفعل بالكسر مضارع فعل بالفتح في المضاعف متعديًا إلا ويشركه يفعل بالضم, كنم الحديث ينمه وأضرابه مما هو في اللامية وشروحها وحاشيتنا على ابن الناظم, وشذ حب فجاء مضارعه بالكسر فقط من غير مشاركة.

ومنها أنه لم يسمع الثلاثي اسم فاعل أبدًا, وإنما قالوا محب من الثلاثي والرباعي, ولم يقولوا حاب على القياس كما صرح به أبو حيان في شرح التسهيل وغيره. ومنها أن المفعول منه حبيب ومحبوب على وفق الثلاثي, ولم يستعمل محبًا بفتح الحاء مفعولًا إلا شاذًا كقول عنترة:

ولقد نزلت فلا تظنى غيره ... مني بمنزلة المحب المكرم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015