الأولى: الفرحُ بفضل الله وبرحمته كما قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} وأفادك أيضاً الخوف العظيم.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

حقيقة دين المرسلين وحقيقة دين المشركين (الذي قال الله فيه: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} الآية1) ، وتصوَّرته ما هو، وقد قدم لك المصنف ما يُعرِّفك به فيما قرَّره من معرفة التوحيد؛ فإن التوحيد يتبين ضده الشرك (وعرفت دين الله الذي بعث به الرسل من أولهم إلى آخرهم الذي لا يقبل الله من أحد سواه) يعني الذي هو التوحيد. وتقدَّم هذان الأمران مُقَرَّرَين لك في صدر هذا الكتاب: دين المرسلين ودين المشركين. (وعرفت ما أصبح غالبُ الناس فيه من الجهل بهذا) بالتوحيد والشرك؛ فإن أكثرهم ما عرف دين الله هذا، بل عادَوا أهل التوحيد وعابوهم وحاربوهم، واتبعوا دين المشركين كله بسبب عدم الفرق بين هذا وهذا، إذا عرفت هذه الأمور الأربعة معرفة قلب (أفادك فائدتين) عظيمتين.

(الأولى الفرح بفضل الله وبرحمته) إحداهما معرفتك دين المرسلين واعتقاده والعمل به، ومعرفتك دين المشركين ومجانبته والكفر به، كونُ الله علَّمك دين المرسلين ودلَّك سبيلَهم وعرفك طريقهم. وتعظم النعمة أن الأكثر صاروا من أهل الجهل به؛ فإن النعمة تزداد إذا كانت مختصة بالقليل دون الكثير كما قال تعالى: {قُلْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015