إذا عرفتَ ما قلتُ لك معرفةَ قلب، وعرفتَ الشرك بالله الذي قال الله فيه: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} الآية، وعرفت دين الله الذي بعث به الرسل من أولهم إلى آخرهم الذي لا يقبل الله من أحد سواه، وعرفت ما أصبح غالبُ الناس فيه من الجهل بهذا أفادك فائدتين:

ـــــــــــــــــــــــــــــ

لا يخلق ولا يرزق إلا الله ولا يدبر الأمر إلا الله) يعني أنها دلّت على توحيد الربوبية، ومعلوم أن لا إله إلا الله دلت على توحيد الربوبية بالتضمُّن1 لكن معناها الذي وُضعت له مطابقة أن يكون الله وحده هو المعبود دون كل من سواه.

(فلا خير في رجل جهال الكفار أعلمُ منه بمعنى لا إله إلا الله) هذا رجلُ سُوءٍ لا خير فيه، هذا أقل ما يُقال فيه؛ فالمصنف اقتصر واقتصد على أدنى ما يقال فيه وإلا فهو يستحق أعظم، بل لا خير فيه بحال. إذا كان أبو جهل فرعون هذه الأمة وأضرابه أعلم منه بمعناها فلا جهلَ معنى هذه الكلمة التي هي أصل دين الإسلام وقاعدته وأساسه.

(إذا عرفتَ ما قلتُ لك معرفةَ قلب) يعني معرفة حقيقية واصلة إلى سويداء القلب ليست مجرد دعوى باللسان؛ فإن مجرد دعوى اللسان من غير معرفة القلب ليست معرفة (وعرفت الشرك بالله) وهذا من عطف العام على الخاص، وإلا فما تقدم وافٍ في بيان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015