قلب فارغ من محبة الله والشوق إليه والأنس به، وبدن معطل من طاعة سيده وخدمته، فهو بدن ضائع، وربنا أعطانا نعمة البدن الصحيح، وكل جارحة من هذه الجوارح عليها زكاة، فالعين عليها زكاة، بالنظر إلى المصحف، ونحوه من عمل الخير، واليد عليها زكاة، والمال عليه زكاة، والصحة عليها زكاة، والرجلان عليهما زكاة، والعقل عليه زكاة والعلم عليه زكاة، كل هذه فيها زكاة مطلوبة منك لله.
لكن أنت تعطل هذا البدن مما خلق له وتضيعه بأكل كثير، ونوم كثير.
يا كثير النوم والرقدات كثرة النوم تورث الحسرات إن في القبر إن نزلت إليه لمنام يطول بعد الممات ومهد ممهد لك فيه بذنوب عملت أو حسنات إذاً: فلا تضيع وقتك في النوم، وهو عيب أن يعيش الواحد منا سبعين أو ثمانين سنة ينام منها ثلاثين سنة، فهذا ظلم، فأنت تنام ثمان ساعات في اليوم، أي: الثلث، ولو تعيش ستين سنة فتكون قد نمت عشرين سنة، أما يستحي أحدنا على نفسه؟ والثلثان من الستين السنة تكون عشرة أعوام أو اثنا عشر أو ثلاثة عشر أو خمسة عشر عاماً، قبل التكليف، فكم بقي لك من العمر؟!