الأمر الخامس: محبة لا تتقيد برضا المحبوب، وامتثال أوامره.
يعني: أن المحبة تقتضي أن تمتثل أوامر الله، وتجتنب نواهيه، أما من يقول: أولادي وأهلي يعطلونني عن ذكر الله وعن الاستقامة على طريق الله، ويجعلونني أكدح طوال اليوم من شبهة أو من حرام، تقول له: قل أيضاً: هل هم سيدخلونني النار أم الجنة؟! إذاً: فلا ينبغي أن يحب أحد ابنه أو بنته إلى حد يفوق حبه لربه، وكيف بمن يحب ابنته ثم يعمل لها حفل زفاف لا يرضي الله؟ فهو أول مبغضيها، وإن قال أحد: نحن نخطئ في حفل زفاف البنت، لكننا ندخل الفرح عليها، وفي الحديث: (من فرح أنثى كان كمن بكى من خشية الله)، فنقول: هذا فرح الأنثى وأغضب الله! فقدم فرحها على محبة الله؛ لأنه خالف أمره، ولذلك قال: ومحبة لا تتقيد برضا المحبوب وامتثال أوامره، فلا نريد محبة نظرية، وإنما الواجب المحبة العملية، وكلنا نقول: نحن نحب الله ونحب الرسول، فالمذيعة عند ظهورها ووجه ملطخ أحمر وأصفر، وتقول: وقال صلى الله عليه وسلم كذا، والأخلاق كذا فأين محبة الله ورسوله مع عدم امتثال أوامرهما؟! وقد يأتون بعالم لكن الكلام كله للمذيع أو للمذيعة.
فالواجب كما أن هناك استقلالاً للقضاء في الإسلام، فيجب أن يكون هناك استقلال لعلماء الإسلام.
لا يشتغل العالم في الأوقاف ولا في الأزهر ولا في الحكومة، بل يشتغل عند الله ومعه فقط؛ لأنه لا ينفعنا حقيقة إلا الله.