قال المصنف رحمه الله تعالى: [الباب الأول: ذكر ما أخبرنا الله تعالى في كتابه أنه ختم على قلوب من أراد من عباده] أي: أن الله تعالى أراد أن يختم على قلوب فريق من عباده ففعل.
قال: [فهم لا يهتدون إلى الحق ولا يسمعونه ولا يبصرونه]، وأنه طبع على قلوبهم، أي: ختم عليها وطبع عليها، فهم لا يسمعون الحق، ولا يبصرونه ولا يهتدون إليه؛ لأن الله تعالى بعلمه السابق الأزلي علم أن هذا العبد الذي طبع على قلبه بعد ذلك عبد شقي وليس عبداً سعيداً، فعلم الله تعالى ذلك وكتبه في اللوح المحفوظ، وطبع على قلب العبد حتى لا يسمع ولا يهتدي إليه، وهذا من أفعال الله عز وجل، ولذلك من المسائل المهمة جداً في باب القدر نفي القياس بين أفعال الله وأفعال الخلق؛ لأن أفعال المخلوقين فيها عدل وفيها ظلم، مثلما لو قلنا لشخص: لن نعقد الاختبار في الأسبوع القادم، ثم فاجأناه بالاختبار فهذا ظلم؛ لأننا وعدناه بعدم الاختبار، ثم فاجأناه بذلك وطالبناه به، وهو غير مستعد له، فهذا نوع ظلم وقع من الإنسان على بني جنسه.
في حين أن الله عز وجل قد أخبرنا أنه سيبتلي وسيختبر العباد في الدنيا والآخرة، فمن آب وتاب دخل الجنة وإلا فلا.