[وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما أتخوف على أمتي ثلاثاً: التصديق بالنجوم، والتكذيب بالقدر، وحيف الأئمة)].
والتصديق بالنجوم: هو أن تعتقد الأمة في النجوم، وأن تعمل بالسحر والشعوذة، والأمة قد وقعت في هذا، وهو من المهلكات، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اجتنبوا السبع الموبقات - أي: المهلكات - الشرك بالله عز وجل، والسحر)، والأمة فيها كثير من السحرة بل منها ولايات ودول لا تحسن إلا أعمال السحر والتنجيم، واعتمدت على ذلك في كل أقوالها وأفعالها، حتى في تعاملاتها مع الدول المجاورة وغير المجاورة، وحتى مع الدول الكافرة إنما تعتمد على السحر والتنجيم، كبلاد المغرب كلها: المغرب، تونس، الجزائر، ليبيا، فيعتمدون على السحر والتنجيم، وأما زعماء العالم الغربي الكافر والعالم العربي المسلم فغالباً ما يعتمدون على التنجيم والسحر والشعوذة، ولقد اتخذ كل منهم ساحراً له، لا يصدر إلا عن أمره، وينبئوه كذباً بما سيكون في غد، فيتخذ لذلك الحيطة.
وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يدعونهن: الطعن في الأنساب، والفخر بالأحساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة) فبدلاً من أن يستمطروا السماء بالدعاء والعمل الصالح؛ يستمطروها بالنجوم، قال الله عز وجل في الحديث القدسي: (أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، أما من قال: مطرنا بنوء كذا فهو مؤمن بالكوكب كافر بي، وأما من قال: مطرنا بفضل الله فقد أصبح مؤمن بي كافراً بالكوك) فبين الله عز وجل في هذا الحديث أن هذه المسألة متعلقة بالإيمان والكفر، فهي من مسائل الإيمان وليست من مسائل العمل.
قال: (والتكذيب بالقدر)، وقد تكلمنا عنه كثيراً.