قوله: (وحيف الأئمة) الحيف هو: الظلم، والميل والعدول عن الحق، والأئمة المقصود بهم أئمة الحكم والسلطة، وأئمة العلم، فالأئمة عند الإطلاق في نصوص الشرع يعني بهم أئمة السياسة، أو إمام الدولة وإمارة البلاد، ويعنى بهم كذلك أئمة العلم، فهذان إذا هلكا هلكت بهلاكهما الأمة، وإذا صلحا صلحت بصلاحهما الأمة، السلطان والعالم إذا صلحا صلحت بصلاحهما الأمة، وإذا فسدا فسد بفسادهما الأمة، ولقد فسد الكل وأضاعوا الأمة معهما، فلا سلاطين على منهاج النبوة، ولا علماء على منهاج النبوة إلا من رحم الله وقليل بل نادر جداً ما هم، وهم مبعدون مغضوب عليهم، لا يسمع لهم القول، وحري إذا تكلموا ألا يسمع لهم، وإذا نكحوا ألا ينكحوا، هذا حالهم في هذا الزمان، لكنهم عند الله تبارك وتعالى مباركون مقبولون بإذن الله تعالى، فهذا الحديث مخيف إلى أقصى حد لمن كان يخاف الله عز وجل.
[وعن ابن محيريز قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث: حيف الأئمة، وإيمان بالنجوم، والتكذيب بالقدر)].