من (الذكر)، أى: على أى حال (?) يتلى القرآن (?)، والجملة معطوفة على (مخارج)، و (الوقوف) كذلك.
أى: وهأنا أبدأ (?) قبل الشروع فى مقصود الأرجوزة بمقدمة تتعلق بالمقصود وينتفع بها فيه، كالكلام على مخارج الحروف، وعلى أى وجه يقرأ القرآن، ومراده معرفة التجويد لقوله: ومعرفة الوقوف، ولم يذكر فيها إلا المخارج والتجويد والوقف.
ويحتمل أن يريد بقوله: «وكيف يتلى الذكر» ما هو أعم من التجويد والوقف، ويكون (?) على هذا خص الوقف بالعطف (?)؛ لخصوصيته (?) والاهتمام به؛ كقوله تعالى:
مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ [البقرة: 98] لكن (?) قد يقال: لا نسلم أن معرفة الوقوف أهم من معرفة التجويد، وإنما قدم مخارج الحروف؛ لتوقف التلفظ بالقرآن (?) المتكلّم فيه على مسائل الخلاف عليها (?)، ولما لم يكن بعد معرفة المخارج أهم من معرفة التجويد؛ إذ هى أيضا مقدمة على المقصود، عقبه به ولا بد بعد معرفتهما من معرفة الوقف والابتداء، لأنه من توابع التجويد، بل كان (?) بعضهم لا يجيز أحدا حتى يبرع فيه (?)، فلذلك عقبه به، وبدأ (?) بالمخارج فقال:
مخارج الحروف (?):
ص:
مخارج الحروف سبعة عشر ... على الّذى يختاره من اختبر
ش: الشطر الأول صغرى، ومميز العدد محذوف، و «على الذى» خبر مبتدأ محذوف أى (?): وهذا على القول الذى يختاره من اختبر المخارج وحققها وأتقنها، وهو الصحيح كما سيأتى، والمخارج جمع مخرج: وهو موضع خروج الحرف من الفم، ودخل فى (?)