وَلَيْسَ كَمَا قَالَ وَلَيْسَ فِي الْبَيْت سوى ذكر الرَّوْض وَالْقَبُول

6 - الْإِعْرَاب نصب تذكرا على الْحَال أَي متذكرا فَأَقَامَ الْمصدر مقَام اسْم الْفَاعِل أَي شَرْقي بِالْمَاءِ متذكرا لكذا وَكَذَا أَي فِي هَذِه الْحَال كَقَوْلِك أَخطب مَا يكون الْأَمِير قَائِما أَي فِي حَال قِيَامه وَقَالَ الْخَطِيب نَصبه على الْمصدر وَيجوز أَن يكون مَفْعُولا من أَجله أَي لتذكري وَيجوز رَفعه على أَنه خبر شَرْقي الْغَرِيب الشرق الاختناق بِالْمَاءِ أَو بالريق أَو بِالنَّفسِ الْمَعْنى يَقُول وَمَا أشرق بِالْمَاءِ إِلَّا لعلمي أَن أهل الحبيب الراحلين بِهِ وَقَومه الحافظين لَهُ يعتمدون مَاء ينزلون بِهِ ويستقرون بمنهل يحلونه فيهيج لي المَاء تذكر حُلُوله وأغص بِهِ أسفا على رحيله لِأَنِّي أذكر ذَلِك المَاء الَّذِي هم نزُول بِهِ فَلَا يسوغ لي المَاء

7 - الْمَعْنى يُرِيد وصف مَوضِع من يُحِبهُ من الرّفْعَة وَمَا هُوَ بسبيله من الْعِزّ والمنعة فَقَالَ يحرم هَذَا المَاء الَّذِي يردهُ لمع أسنة قومه المحتلين بِهِ وَامْتِنَاع جهتهم واحتداد شوكتهم فَلَيْسَ لظمآن وُصُول إِلَيْهِ وَلَا لوارد طمع فِيهِ وَأَشَارَ بِهَذَا إِلَى أَن محبوبه مَمْنُوع مِنْهُ على الْقرب والبعد فَلَا يقدر على زيارته

8 - الْغَرِيب الدَّلِيل مَا يسْتَدلّ بِهِ وَالدَّلِيل الدَّال ودله يدله دلَالَة وَدلَالَة ودلولة وَالْفَتْح أفْصح وَأنْشد أَبُو عبيد

(إنَّي امْرُؤٌ بالطُّرْقِ ذُو دَلالاتِ ... )

الْمَعْنى أَنه استطال ليله فَقَالَ مشتكيا لسهره وَمَا هُوَ عَلَيْهِ من شدَّة كمده أما فِي النُّجُوم وَغَيرهَا مِمَّا يعرف بِهِ أَوْقَات اللَّيْل دَلِيل يدلني على ضوء الصَّباح وتدانيه وانصرام اللَّيْل وتقاضيه

9 - الْإِعْرَاب نصب فتظهر لِأَنَّهُ جَوَاب اسْتِفْهَام بِالْفَاءِ الْمَعْنى أَنه خَاطب محبوبته فَقَالَ ألم ير هَذَا اللَّيْل الْجَلِيل خطبه الْمُتَّصِل طوله عَيْنَيْك كَمَا رأيتهما وَيشْهد مَا شهدته من سحرهما فيقل مِنْهُ مَا كثر وَيقصر مِنْهُ مَا طَال ويرق لمن سحرتاه ويلقى من الضعْف والنحول مَا أَلْقَاهُ فينجلي عني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015