- الْغَرِيب يُقَال ظللت بِفَتْح اللَّام وَكسرهَا ظلولا إِذا ظلّ يَفْعَله بِالنَّهَارِ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {فظلتم تفكهون} هُوَ من شواذ التَّخْفِيف وَالْأَصْل فظللتم وَأنْشد الْأَخْفَش

(مَسْنا السمَّاءَ فَنِلْناها وَطالَهُمُ ... حَتَّى رأوْا أُحُداً يَهْوِى وَثهْلانا)

وَالْأَصْل مسسنا أكفكفه أكفه ويسفح يجْرِي ويسيل وإصيحابي تَصْغِير عَظمَة الْمَعْنى يَقُول واصفا لانسكاب دمعه واستكفافه لَهُ ظللت أكفكفه ظلّ يسفح بَين مَا أبسطه لَهُم من الْعذر وَمَا يبدونه لي من العذل وَيجوز أَن يكون بَين أَصْحَابِي فَمنهمْ عاذر لي وَمِنْهُم عاذل لما رَأَوْا من عظم وجدي على الطلل

3 - الْإِعْرَاب الْوَاو فِي قَوْله وَمَا وَاو الْحَال الْغَرِيب النَّوَى الْبعد والفراق الْمَعْنى يَقُول أَشْكُو الْفِرَاق وهم يتعجبون من بُكَائِي كَذَلِك كَانَت الدُّمُوع تجْرِي بِحَيْثُ لم يكن بيني وَبينهمْ بعد إِلَّا الْحجاب حِين لَا أَشْكُو سوى السّتْر الَّذِي بيني وَبينهمْ فِي حَال دنو الْمسَافَة حِين كَانَت تحجب بَيْننَا الكلل وَهِي جمع كلة وَهِي السّتْر وَالْمعْنَى أَنه يَقُول لأَصْحَابه لَا تعجبوا من بُكَائِي على فراقها فَلَقَد كنت أبْكِي فِي هجرها وَمَا أَشْكُو مَانِعا دون الكلل الَّتِي تضمها والستور الَّتِي تحجبها وَالدَّار وَاحِدَة والمنازل متجاورة فَكيف ظنكم بِي وَأَنا أَشْكُو النَّوَى الَّتِي تمنع مِنْهَا والبعد الَّذِي يؤيس عَنْهَا

4 - الْغَرِيب الصبابة رقة الشوق الْمَعْنى قَالَ الواحدي إِن المشتاق الَّذِي لَا يأمل لِقَاء حَبِيبه أَشد حَالا مِمَّن يأمل لِأَنَّهُ إِذا كَانَ على أمل خفف التأميل تبريح اشتياقه قَالَ وَيجوز أَن يكون أخف حَالا لاستراحة إِلَى الْيَأْس وَالْأول أوجه هَذَا كَلَامه وَالْمعْنَى وَمَا صبَابَة مشتاق على أمل من لِقَاء حَبِيبه بِقرب الدَّار ودنو الْمحل كَصُبَابَةِ مشتاق لَا أمل لَهُ لتباعد محبوبة وتنائي دَاره وانتزاح مَحَله وَأَرَادَ كَصُبَابَةِ فَحذف للْعلم بِهِ

5 - الْإِعْرَاب رد ضمير من على الْمَعْنى دون اللَّفْظ فَقَالَ زيارتها وَلَو رده على اللَّفْظ لقَالَ زيارته الْغَرِيب الْبيض السيوف والأسل الرماح والنحاف الإطراف بالهدية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015