- الْغَرِيب الذبل الْيَابِسَة الدقيقة الطَّوِيلَة وَإِنَّمَا خص الذبل لِأَنَّهَا لَا تذبل حَتَّى تطول الْمَعْنى يَقُول هَذِه الْخَيْمَة تقصر مادمت فِي جوفها مكبرة للأشمال عَلَيْك وتضطرب مستعظمة للاستعلاء فَوْقك وَذَلِكَ لجلالتك لَا لصغرها وقصرها ولهيبتك لَا لتطأطئها وَهِي من علوها تركز فِيهَا القنا الذبل
6 - الْغَرِيب الرَّاحَة وسط الْكَفّ والأنمل جمع أُنْمُلَة وَهُوَ من الجموع الَّتِي بَينهَا وَبَين مفردها الْهَاء الْمَعْنى يَقُول باسطا لعذر الْخَيْمَة فِي سُقُوطهَا وَكَيف تقوم مُشْتَمِلَة على من الْبحار كالأنمل لراحته يغمرها بأيسر جوده وَيزِيد عَلَيْهَا بِأَقَلّ بذله
7 - الْمَعْنى يَقُول فليتك أَيهَا الرئيس فرقت وقارك وقسمته وشاركت فِيهِ وحملت الأَرْض مَا تحمله وكلفتها مَا تبلغه فَلَو فرقت وقارك لَكَانَ يخص الْخَيْمَة مِنْهُ مَا يوقرها ويثبتها عَن السُّقُوط
8 - الْمَعْنى يَقُول لَو فرقته صَار الْأَنَام وهم الحلائق كلهم سادة وَفضل لَك مَا تسود بِهِ النَّاس فتسود مَا يفضل مَعَك جَمَاعَتهمْ وتستحق مَعَه رياستهم وَالْمعْنَى أَنه يصف رزانة حلمه وَكَثْرَة وقاره فَلَو فرقه لكفى النَّاس وَفضل مَعَه مَا يسودهم بِهِ وَفضل فِيهِ لُغَات أفضلهَا فضل بِفَتْح الْعين مَاضِيا وَمثله دخل يدْخل وبكسر الْعين مَاضِيا كحذر يحذر وَفِيه لُغَة أُخْرَى مركبة مِنْهُمَا بِكَسْر الْعين مَاضِيا وبالضم مُسْتَقْبلا وَهُوَ شَاذ لَا نَظِير لَهُ قَالَ سِيبَوَيْهٍ هَذَا عِنْد أَصْحَابنَا إِنَّمَا يحيء على لغتين قَالَ وَكَذَلِكَ نعم ينعم ومت تَمُوت وكدت تكود
9 - الْغَرِيب اصل الغزالة ارْتِفَاع الشَّمْس وَهُوَ وَقت سميت الشَّمْس بِهِ وغزالة الضُّحَى أَولهَا وَمِنْه قَول ذِي الرمة
(فأشْرَفْتُ الغَزَالَةَ رأسَ حُزْوَى ... أُرَاقِبُهُمْ وَما أغْنَى قِبالا)
نصب الغزالة على الظّرْف وَقيل الغزالة الشَّمْس سميت بذلك لِأَن حبالها كالغزل الَّذِي تغزله الْمَرْأَة الْمَعْنى يَقُول لون الممدوح ونوره لَا يلْحقهُ تَغْيِير كلون الشَّمْس الَّذِي لَا يَزُول