- الْإِعْرَاب صبرا مصدر أَي اصبر صبرا الْمَعْنى يَقُول أَنْت الْفَارِس الثَّابِت النَّفس الرابط الجأش الدَّاعِي إِلَى الصَّبْر إِذا طاشت الْعُقُول وخرست الألسن فَلم تقدر الْأَبْطَال على الْكَلَام وَلَا الْخَيل على الصهيل وَالْمعْنَى أَنَّك تصبر الْأَبْطَال فِي الْحَرْب تَقول اصْبِرُوا على عض الْحَرْب
15 - الْغَرِيب الحيد الرُّجُوع وَالْقَصْد الاسْتقَامَة يُرِيد أَن الرمْح مُسْتَقِيم غير معوج الْمَعْنى يرجع عَنْك الرمْح مَعَ استقامته وَإِذا طعن بِهِ غَيْرك لم يرجع عَنهُ وَيقصر عَنْك فَلَا ينالك مَعَ طوله وَذَلِكَ لشجاعتك وشرفك كَأَن الجماد يعرفك فَلَا يقدم عَلَيْك وَالْمعْنَى أَن الْأَبْطَال تتحاماه فِي الحروب فَلَا تتعاطى مطاعنته وَلَا تتمثل مقاومته وَالْمعْنَى أَن الرمْح إِذا قصد إِلَيْك خذلته يَد الطاعن حَتَّى يرجع عَنْك وَإِذا طَال خذله الطاعن وإقدامه حَتَّى يقصر عَنْك
16 - الْمَعْنى لَا يَقُول لَو أَن للسنان لِسَانا ناطقا لقَالَ أَنا أحيد عَنْك وأقصر مَعَ حلولي عَن طعنك وَهُوَ من قَول الآخر
(إنَّ السِّنانَ وَصَدْرَ السَّيْفِ لوْ نَطَقا ... لَخَبَّرا عَنْكَ يَوْمَ الرَّوْعِ بالعَجَبِ)
وَقَالَ الحصني
(يُشْنِي عليكَ إِذا النُّفُوسُ تَطايَرَتْ ... حَدُّ المُهَنَّدِ والسَّنانُ اللَّهْذَمُ)
وَهَذَا مجَاز أَي لَو كَانَ متكلما لقَالَ وَأَصله قَول عنترة
(لوْ كانَ يعْلَمُ مَا المُحاوَرَةُ اشْتَكى ... وَلكانَ لوُ عَلِمَ الكَلامَ مُكَلِّمي)
17 - الْمَعْنى يُرِيد أَن الدُّنْيَا جرت عَادَتهَا بإفناء أَهلهَا فَلَا يخلد فِيهَا أحد وَلَو أَنَّهَا خلدت أحدا لتزينها بِهِ وَمَا جمعه الله فِيهِ من الْفَضَائِل لَكُنْت ذَلِك المخلد وَحدك لعلو قدرك وجلالة أَمرك وَلَكِن الدُّنْيَا لَيْسَ لَهَا خَلِيل توافيه وَلَا أحد تتقيه وتصافيه لِأَن طبعها الْغدر وَهُوَ مَنْقُول من قَول عدي بن زيد
(فَلَوْ كانَ حَيٌّ فِي الحْيَاةِ مُخَلَّداً ... لَخُلِّدْتَ لَكِنُ ليسَ حَيٌّ بِخالِد)
وَمثله لمُحَمد بن يزِيد المهلبي
(لوْ خَلَّدَ اللهَ مخْلُوقا لِنَجْدَتِهِ ... لكانَ رَبَّكَ فِي الدُّنْيا مُخَلَّدَهُ)