- الْغَرِيب الكبت الخيبة وَأرى من الورى وَهُوَ إِصَابَة الرئة وَهِي دَاء فِي الْجوف الْمَعْنى يَقُول ترفق فِي رحيلك لأكبت بذلك حَاسِدًا يشبه وداعك وعدوا يشبه رحيلك فَشبه شَيْئَيْنِ بشيئين وَهَذَا من بَاب البديع وَالْمعْنَى أَنه يبغض الْحَاسِد والعدو كَمَا يبغض الْوَدَاع والرحيل وَهُوَ مَنْقُول من قَول الطَّائِي
(قَبُحْتَ وَزِدْتَ فَوْقَ القُبْحِ حَتَّى ... كأنَّكَ قَدْ خُلِقْتَ مِنَ الوَدَاعِ)
4 - الْغَرِيب تغلب قَبيلَة الممدوح وَهِي تغلب بن وَائِل والحيا الْمَطَر والقبيل الْعَشِيرَة وهم من ولد أَب وَاحِد الْمَعْنى يَقُول أقِم بِنَا حَتَّى يسكن الْمَطَر وَكَانَ قد عزم على الرحيل والمطر يسهل كَثْرَة فَأَشَارَ عَلَيْهِ بالْمقَام حَتَّى يسكن الْمَطَر ثمَّ قَالَ قد شككنا فِي كَثْرَة هَذَا الْمَطَر وَهُوَ لم يشك وَإِنَّمَا قَالَه على الْمُبَالغَة فِي وصف السَّحَاب لِكَثْرَة مطره فَقَالَ أبنو تغلب هَذَا السَّحَاب أم مطره قبيلكم لكثرته وَهُوَ مَنْقُول من قَول الطَّائِي
(فَقُلْتُ نَدَى السَّماءِ أمِ ابنُ وَهْبٍ ... تَجَلَّى نُورُهُ أمْ عاشَ وَهْبَ؟)
5 - الْإِعْرَاب قَالَ ابْن القطاع فِي نكته على الدِّيوَان الْهَاء فِي لَهُ عَائِدَة على السَّحَاب والمفسرون بِخِلَاف مَا قَالَ الْمَعْنى يَقُول كنت أعيب من يعذل فِي السماح فَلَمَّا رَأَيْت إفراط سيف الدولة فِي السماح صرت أعذله هَذَا قَول الْجَمَاعَة وَالْمعْنَى من قَول الطَّائِي
(عَطاءٌ لَوِ اسْطاعَ الَّذي يسْتَميحهُ ... لأصْبحَ مِن دونِ الوَرَى وَهْوَ عاذِلُه)
وكقول البحتري
(إِلَى مُسْرِف فِي الْجُود لَو حاتما ... لَدَيْهِ لأضحى حَاتِم هُوَ عاذله)
6 - الْغَرِيب النبو الِارْتفَاع وَمِنْه نبا السَّيْف عَن الضريبة إِذا رَجَعَ الْمَعْنى يَقُول إِنِّي لَا أَخَاف أَن تعجز عَن قطع طَرِيق لِأَنَّك سيف دولة الْإِسْلَام وَسيف الْإِسْلَام لَا يكون إِلَّا مَاضِيا صقيلا قَالَ الواحدي وَيجوز أَن يكون رَجَعَ من الْخطاب إِلَى الْخَبَر كَأَنَّهُ قَالَ وَأَنت الْمَاضِي الصَّقِيل وَالْمعْنَى إِنِّي لم أَنْهَك عَن الرحيل فِي الْمَطَر لخوف أَن تعجز عَن الرحيل وصعوبة الطَّرِيق