- 1 الْغَرِيب رويدك تمهل وجليل فعيل من الْجَلالَة وتأى ترفق وامكث وَهِي رِوَايَة ابْن جنى وروى غَيره تأن بالنُّون وَرِوَايَة ابْن جنى بهَا قَرَأت الدِّيوَان وَمَعْنَاهُ تحبس قَالَ الْكُمَيْت
(قِفْ بالدَيارِ وُقُوفَ زَائِرْ ... وَتأىَّ إنَّكَ غَيرُ صَاغِرُ)
الْمَعْنى يَقُول ترفق أَيهَا الْملك فِي رحيلك وتمهل فِي مسيرك وَاجعَل ذَلِك مِمَّا يعْتد بِهِ من نوالك وهباتك للمشتملين بنعمتك وَهَذِه القصيدة من الوافر والقافية من الْمُتَوَاتر
2 - الْإِعْرَاب نصب وجودك بإضمار فعل كَأَنَّهُ قَالَ أولنا جودك وَلَو فعلته قَلِيلا فنصب قَلِيلا على الْحَال أَو يكون التَّقْدِير ولوجدت جودا قَلِيلا وَأقَام الصّفة مقَام الْمَوْصُوف وَالْأَشْبَه أَن يكون قَلِيلا صفة لمصدر مَحْذُوف الْمَعْنى يَقُول جد جودك بالْمقَام وَلَو فعلته قَلِيلا وَلَيْسَ فِيمَا تعطيه قَلِيل لِأَن مَا كَانَ من جهتك فَهُوَ كثير وَهُوَ مَنْقُول من قَول أَشْجَع
(وُقُوفا بالمَطِيّ وَلَوْ قَلِيلاً ... وَهلْفِيما تَجُودُ بِهِ قَلِيلُ)
وكقول ابْن الطثرية
(وَليسَ قَلِيلاً نَظْرَةٌ إنْ نظَرْتُها ... إلَيكِ وكَلاَّ ليسَ مِنْكِ قَلِيلُ)
وكقول إِسْحَاق الْموصِلِي
(إنَّ مَا قَلَّ مِنكَ يكْثُرُ عِنْدِي ... وكَثِيرٌ مِمَّنْ تُحِبُّ القَلِيلُ)
وكقول إِسْحَاق أَيْضا
(وَحَسْبي قَليلٌ مِن جَزِيلِ عطائهِ ... وَهَلْ مِنْ أمِير المُؤْمِنِينَ قَلِيلُ)
وكقول الآخر
(وَإنَّ قَليلاً مِنكِ لَوْ تَبْذُلِينَهُ ... شِفاءٌ وَقُلٌّ لَيسَ مِنكِ قَليلُ)