- الْغَرِيب الحراك اسْم يقوم مقَام الْمصدر تَقول حرك يُحَرك تحريكا وحراكا ثمَّ إِنَّه اسْتعْمل بِمَعْنى الْحَرَكَة الْمَعْنى يَقُول قد حملتنى من شكرك مَا هُوَ طَوِيل لَا يتناهى ذكره وثقيل لَا يستخف حمله لَا أُطِيق بِهِ حراكا لكثرته وَلَا يمكننى التحرك بِهِ استنقالا لجملته وَمثله لأبى نواس

(قَدْ قُلْتُ للعَبَّاسٍ مُعْتَذِراً ... مِنْ ضَعْفِ شُكْرِيهِ وَمُعْتَرِفا)

(لَا تُسْدِيَنَّ إلىَّ عارِفَةً ... حتَّى أقومَ بشُكْرِ مَا سَلَفا)

10 - الْإِعْرَاب الضَّمِير فى قَوْله يشق وفى قَوْله يمشى يعود على الشُّكْر الثقيل الْغَرِيب السِّوَاك مَشى ضَعِيف من مَشى الْإِبِل المهازيل الضِّعَاف قَالَ عُبَيْدَة ابْن هِلَال اليشكرى

(إِلَى الله نَشْكُو مَا نَرَى مِنْ جِيادِنا ... تَساوَكُ هَزْلَى مُخُّهُنَّ قَلِيلُ)

الْمَعْنى يَقُول إِنَّمَا نحاذر على المطايا أَن يشق عَلَيْهَا ثقله فَلَا تنهض بِنَا إِلَّا مشيا ضَعِيفا

11 - الْغَرِيب الذرى الكنف والناحية الْمَعْنى يَقُول أَرْجُو من الله أَن يَجْعَل هَذَا الرحيل سَببا للإقامة عنْدك فإنى أصلح أمورى وأعود إِلَيْك مُقيما فى خدمتك بأهلى وجماعتى فَيكون هَذَا رحيلا جالبا مقامى فى ناحيتك وَهُوَ من قَول الطائى

(أآلِفَةَ النَّجِيبِ كَمِ افْتِرَاقٍ ... أَظَلَّ فَكانَ دَاعِيَةَ اجْتِماعِ)

(وَلَيْسَتْ فَرْحَةُ الأَوْباتِ إلاَّ ... لِمَوْقُوفٍ عَلى تَرَحِ الوّداعِ)

ولعمرة بن الْوُرُود

(تَقُولُ سُلَيْمَى لوْ أقَمْتَ بأرْضِنا ... وَلمْ تَدْرِ أنّى للمُقامِ أُطَوّفُ)

12 - الْمَعْنى يَقُول لَو أَنى اسْتَطَعْت خفض طرفى لما أعتقده من عَاجل الأوبة وأقصده من سرعَة الرّجْعَة خفضت طرفى فَلم أبْصر بِهِ حَتَّى أقدم على حضرتك الْكَرِيمَة وأكحل جفونى بِالنّظرِ إِلَى غرتك الوسيمة وَقد نَقله من قَول أَبى النَّجْم

(لَمَّا تَيَقَّنْتُ أنّى لَا أُعايِنُكُمْ ... غَضَضْتُ طَرْفِى فَلَمْ أُبْصِرْبهِ أحدا)

وَمن قَول مُسلم

(إنْ يَحْجُبُوها عَنِ الْعُيُونِ فَقَدْ ... حَجَبْتُ طَرْفِى لَهَا عَنِ الْبَشَرِ)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015