- 1 - الْغَرِيب النجيع الدَّم وسفكه صبه والقافية القصيدة الْمَعْنى يَقُول رب دم سفك كَانَ سفكه بأَمْره من الَّذين يخافونه ويعاندونه وَرب ملك يعانده سمع مدائحه فَغَاظَهُ ذَلِك وحسده عَلَيْهَا لحسنها وَهَذِه من الْبَسِيط والقافية من المتراكب
2 - الْغَرِيب الرمك جمع رمكة وهى الْفرس الَّتِى تتَّخذ للنتاج دون الرّكُوب وَقَالَ الجوهرى هى الْأُنْثَى من البراذين وَجَمعهَا رماك وأرماك ورمكات مثل ثمار وأثمار الْمَعْنى أَنه ضرب لَهُ مثلا بِاخْتِيَارِهِ لقصده وَمَعْرِفَة سيف الدولة فَضله من عرف الشَّمْس لَا يُنكر مطالعها باختلافها وَمن عرف سيف الدولة لم يستعظم غَيره لاخْتِلَاف مقاصده وَمن أبْصر عتاق الْخَيل لم يستكرم هجان الْخَيل الرمك
3 - الْمَعْنى يَقُول نَحن مِمَّن تملكه فَإِذا أَعطيتنَا شَيْئا فَإِنَّمَا يفرح بعض ملكك بِبَعْض لِأَن الْبِلَاد وَالنَّاس كلهم طوع لَك وَفِيه نظر إِلَى قَول عدى بن زيد
(ولَكَ المَالُ والبِلادُ وَما يُمْلَكُ مِنْ ثابِتٍ وَمِنْ مُسْتاقِ)
165
- 1 - الْغَرِيب الْفلك هُوَ مدَار الشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم وَالْملك بِالتَّحْرِيكِ وَاحِد وَجمع قَالَ الكسائى أَصله مألك بِتَقْدِيم الْهمزَة من الألوكة وهى الرسَالَة قلبت وقدمت اللَّام فَقيل ملأك وَأنْشد أَبُو عُبَيْدَة لرجل جاهلى من عبد الْقَيْس أَو هُوَ أَبُو وجزة 1
(فلسْتُ لإِنْسِى ولكنْ لِمَْلأَكْ ... تَنَزَّلَ مِنْ جَوّ السَّماءِ يَصُوبُ)
ثمَّ تركت همزته لِكَثْرَة الِاسْتِعْمَال فَلَمَّا جمع ردهَا إِلَيْهِ فَقَالُوا مَلَائِكَة وملائك قَالَ أُميَّة بن أَبى الصَّلْت
(فكأنَّ بِرْقِعَ وَالمَلائِكِ حَوْلَهَا ... سَدِرٌ تَوَاكَلَهُ القِوَائِمُ أجْرَبُ)
قَوْله برقع اسْم من أَسمَاء السَّمَاء قيل هى السَّابِعَة وَسدر بَحر شبه السَّمَاء بالبحر أَرَادَ لملاسته لَا لجريه وَقَوله
(تواكله القوائم ... )
أى تواكلته الرِّيَاح فَلم يتموج ذكر الجوهرى هَذَا الْبَيْت فى صحاحه فَقَالَ تواكله القوائم أجرب ذكره ابْن دُرَيْد والأزهرى بِالدَّال أى وَهُوَ الصَّوَاب وَقَبله
(فَأَتَّم سِتًّا فاسْتَوَتْ أطْباقُها ... وأَتى بِسابِعَةٍ فَأنَّى تُورَدُ)
الْمَعْنى يَقُول شعرى فى الشّعْر كالملائكة فى النَّاس وَهُوَ سَائِر فى الدُّنْيَا سير الشَّمْس وَأَرَادَ أَن الْمَلَائِكَة أفضل النَّاس وَقد ذهب جمَاعَة إِلَى أَن الْمَلَائِكَة أفضل من بنى آدم كلهم وَذهب قوم إِلَى أَنهم أفضل من بني آدم مَا خلا النبين وَاسْتدلَّ الستاذ الزَّمَخْشَرِيّ على أَنهم أفضل من الْأَنْبِيَاء بقوله تَعَالَى {لن يستنكف الْمَسِيح أَن يكون عبد الله وَلَا الْمَلَائِكَة المقربون} فَقَالَ هُوَ كَقَوْل الْقَائِل لَا يقدر زيد أَن يخالفنى وَلَا أَبوهُ يُرِيد إِذا كَانَ لَا يقدر فَهُوَ كَذَلِك بِالْأولَى وَإِذا كَانَ الْمَلَائِكَة وهم أفضل لَا يستنكفون عَن الْعِبَادَة فَلَا يستنكف عَنْهَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَأهل السّنة يَقُولُونَ الْأَنْبِيَاء أولو الْعَزْم أشرف من الْمَلَائِكَة وَأما نَبينَا عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فَهُوَ أشرف خلق الله رجلا وملكا وَكَانَ أشرف الْمَلَائِكَة خَادِمًا لَهُ وَصَاحب ركابه عِنْد الْإِسْرَاء وَبَيت أَبى الطّيب مَنْقُول من قَول على بن الجهم
(فَسارَ مَسِيرَ الشَّمْسِ فى كلّ بَلْدَةٍ ... وَهبَّ هُبوبَ الرّيحِ فى البَلَدِ القَفْرِ)