- الْغَرِيب الكماة جمع كمى وَهُوَ الْمُسْتَتر فى سلاحه والملق التودد إِلَى النَّاس بالْقَوْل اللين فَهُوَ يتملق لَهُم بِإِظْهَار الْمحبَّة وَأَصله إِظْهَار الْمَوَدَّة الْمَعْنى يَقُول هُوَ شُجَاع وكل أحد يُحِبهُ لشجاعته كَمَا يحب من يتملق إِلَى النَّاس وَيظْهر لَهُم الْمحبَّة فقد صَحَّ لَهُ بقتل الكماة مَا يكتسبه المتملق إِلَى النَّاس وَهَذَا معنى قَوْله
(وَمِنْ شَرَفِ الإقْدامِ أنَّكَ فِيهِمُ ... على القَتْلِ مَوْموقٌ كأنَّكَ شَاكِدُ)
قَالَ ابْن وَكِيع وَفِيه نظر إِلَى قَول مُسلم
(سَدَّ الثُّغثورَ يَزِيدٌ بَعْدَما انْفَرَجَتْ ... بقائِمِ السَّيْفِ لَا بالمَكْرِ والْحِيَلِ)
وَلَيْسَ كَمَا قَالَ وَبَين الْمَعْنيين بعد مَا بَين المشرقين
7 - الْمَعْنى قَالَ الواحدى يَقُول هُوَ لَا يغرق فى السماح وَإِن كَانَ بحرا لِأَن سَيْفه قد آمنهُ من كل مَحْذُور حَتَّى من الْغَرق يعْنى أَنه وَإِن كَانَ سَمحا فَهُوَ شُجَاع لَا يخَاف مهْلكا حَتَّى لَو صَار السماح مهْلكا لما خافه لشجاعته قَالَ أَبُو الْفَتْح سَيْفه جنَّة لَهُ من كل عَدو ناطقا كَانَ أَو غير نَاطِق وَكِلَاهُمَا لم يذهب إِلَى معنى الْبَيْت وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ كن أَيهَا الْجُود بحرا ذَا لجة مهْلكا فَهُوَ لَا يخَاف الْفقر وَلَا يقدر على إغراقه بالفقر لِأَن سَيْفه قد آمنهُ من ذَلِك لِأَنَّهُ كلما أعْطى السُّؤَال والقصاد مَالا أَخذ لَهُ سَيْفه أَضْعَاف ذَلِك فَهُوَ كَقَوْلِه
(فالسِّلْمُ يَكْسِرُ مِنْ جَناحَىْ مالهِ ... بِنَوَالِهِ مَا تَجْبُرُ الهَيْجاءُ)