- الْغَرِيب الفضاء الأَرْض الواسعة وثوى من رَوَاهُ بِالْمُثَنَّاةِ فَمَعْنَاه هلك من رَوَاهُ بِالْمُثَلثَةِ فَمَعْنَاه ثوى أى أَقَامَ فى الْقَبْر وحواه اللَّحْد واللحد مَا يكون فى جنب الْقَبْر وَمِنْه قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام " اللَّحْد لنا والشق لغيرنا " الْإِعْرَاب من ضَاقَ من نكرَة مَوْصُوفَة وصفتها ضَاقَ وَلَيْسَت بصلَة وَالتَّقْدِير من كل ملك ضَاقَ الفضاء بجيشه وَمن كل للتبيين يُرِيد أَيْن الأكاسرة ثمَّ قَالَ من كل الْمَعْنى يُرِيد أَيْن الأكاسرة والملوك الجبارون من كل ملك ضَاقَتْ بجيشه وَجُنُوده الأَرْض الواسعة انْضَمَّ عَلَيْهِ اللَّحْد وضيقه بعد أَن كَانَ الفضاء يضيق عَن جُنُوده وَهَذَا من قَول أَشْجَع
(وأصْبَحَ فِى لَحْدٍ مِنَ الأرْضِ ضَيِّقٍ ... وكانَتْ بِهِ حَيُّا تَضِيقُ الصَّحاصِحُ)
11 - الْمَعْنى يَقُول هم موتى لَا يجيبون دَاعيا كَأَنَّهُمْ يظنون أَن الْكَلَام محرم عَلَيْهِم وَلَا يحل لَهُم أَن يتكلموا قَالَ الواحدى وَلَو قَالَ خرس إِذا نُودُوا لعجزهم عَن الْكَلَام وَعدم الْقُدْرَة عَن النُّطْق كَانَ أولى وَأحسن مِمَّا قَالَ لِأَن الْمَيِّت لَا يُوصف بِمَا ذكر
12 - الْغَرِيب المستغر الْمَغْرُور وروى على بن حَمْزَة المستعز بالزاى وَالْعين الْمُهْملَة من الْعِزّ والأحمق الْجَاهِل وَقيل الذى لَا عقل لَهُ الْمَعْنى يَقُول النُّفُوس يأتى الْمَوْت عَلَيْهَا وَإِن كَانَت عزيزة نفيسة لَا يمنعهُ ذَلِك من أَخذهَا والأحمق الْمَغْرُور بالدنيا وَبِمَا يجمعه فِيهَا والكيس لَا يغتر بِمَا جمعه مِنْهَا لعلمه أَنه لَا يبْقى هُوَ وَلَا مَا جمعه فَمن اغْترَّ بهَا فَهُوَ أَحمَق وَمن طلب الْعِزّ بِمَالِه فَهُوَ أَيْضا أَحمَق والنفوس نفائس جناس حسن والنفيس الذى ينفس بِمَا بِهِ أى يبخل وَمثله قَول الْقَائِل
(إنَّ امْرأً أمِنَ الزَّما ... نَ لِمُسْتَغِرّ أحْمَقُ)