- الْغَرِيب المتدقق المتكسر الْمَعْنى يَقُول يرجع الرماح حمرا بِالدَّمِ كَأَنَّهَا باكية على مَا تكسر مِنْهَا فصحاحها تبكى على مكسرها
20 - الْمَعْنى يَقُول لَا تبلغاه قولى فى صِفَات أَفعاله وطعان فرسانه فإنكما تبعثانه على ذَلِك لشجاعته فَإِنَّهُ يشتاق إِلَيْهِ وَهُوَ مَنْقُول من قَول كثير
(فَلا تُذْكِرَاهُ الْحاجِبِيَّةَ إنَّهُ ... مَتى تُّذْكِرَاهُ الْحاجِبِيَّةَ يَحْزَنِ)
وَمن قَول حبيب
(كثيرا مَا تذكره العوالي ... إِذا اشتاقت إِلَى العلق الْمَتَاع)
(كأنَّ بِهِ غَدَاةَ الرَّوْعِ وِرْداً ... وَقَدْ وُصِفَتْ لَهُ نَفْسُ الشُّجاعِ)
21 - الْغَرِيب البنان الْأَصَابِع واحدتها بنانة وَالْكَلَام المشقق العويص الغامض الذى شقّ بعضه من بعض الْمَعْنى يُرِيد أَنه شُجَاع عِنْد اللِّقَاء فصيح عِنْد القَوْل قَادر عَلَيْهِ لعوب بِهِ لقدرته عَلَيْهِ فيريد أَن يَده على عَادَته من إِعْمَال السيوف فبنانه ضروبة بظباتها وَلسَانه على عَادَته من تصريف غوامض الْكَلَام وَهُوَ مدرك لغايانها وَذَلِكَ لقدرته على الْإِتْيَان بالبديع من الْكَلَام والبليغ مِنْهُ وَقد نَقله من الهجاء إِلَى الْمَدْح من قَول الأول
(فَباعِدْ يَزِيداً مِنْ قِرَاعِ كَتِيبَةٍ ... وأدْنِ يَزِيداً مِنْ كَلامٍ مُشَقَّقِ)
22 - الْغَرِيب الْغَيْث السَّحَاب والفلك مدَار النُّجُوم الْمَعْنى يَقُول من سَأَلَ الْغَيْث قَطْرَة فقد قصر فى السُّؤَال كَذَلِك سائله وَإِن سَأَلَ الْكثير كَانَ مقصرا عَمَّا تَقْتَضِيه همته من الْبَذْل وعاذله فى الْجُود غير مُطَاع بل يَقُول الْمحَال كمن قَالَ للفلك ارْفُقْ فى حركتك وَقَالَ أَبُو الْفَتْح كَمَا أَن الْغَيْث لَا تُؤثر فِيهِ القطرة كَذَلِك سائله لَا يُؤثر فى مَاله وجوده وَقَالَ العروضى وَهَذَا على خلاف الْعَادة فى الْمَدْح لِأَن الْعَرَب تمدح بالعطاء على الْقلَّة والمواساة مَعَ الْحَاجة إِلَيْهِ قَالَ تَعَالَى {ويؤثرون على أنفسهم وَلَو كَانَ بهم خصَاصَة} وَقَالَ الشَّاعِر
(ولمْ يكُ أكثرَ الفِتْيانِ مَالا ... وَلَكِنْ كانَ أرْحَبَهُمْ ذِرَاعا)
والذى فسره مدح بِكَثْرَة المَال لَا الْجُود وَإِنَّمَا أَرَادَ من عَادَته وطبعه الْجُود كعادة الْغَيْث أَن يقطر فسائله مستغن عَن تَكْلِيفه مَا هُوَ فى طبعه قَالَ ابْن فورجة هُوَ يَقُول من يسْأَل الْغَيْث قطره فقد تكلّف مَا اسْتغنى عَنهُ إِذْ قطرات الْغَيْث مبذولة لمن أرادها كَذَلِك سَائل هَذَا الممدوح يتَكَلَّف مَا لَا حَاجَة إِلَيْهِ وَهُوَ يعْطى قبل السُّؤَال