- الْغَرِيب السِّيرَة الْمَذْهَب وَالْعَادَة والطريقة والهملعة النَّاقة الْخَفِيفَة القوية والدناق السريعة المتدفقة فى السّير الْمَعْنى يُخَاطب المحبوبة وَيَقُول سلى عَن طريقى هَذِه الْأَشْيَاء الَّتِى ذكرت فإنى لَا يصاحبنى فى الْأَهْوَال سواهَا إِشَارَة إِلَى أَنه شُجَاع فى الْإِقْدَام على الْأَهْوَال وَالْقُوَّة على الْأَسْفَار والنفاذ فى الفلوات
11 - الْغَرِيب العيس الْإِبِل الْبيض والسماوة فلاة بَين الشأم وَالْعراق ونجد أَرض بَين الْعرَاق والحجاز أَولهَا من أَرض العذيب وَآخِرهَا سميراء ذ تبعد عَن الْكُوفَة بِخمْس عشرَة لَيْلَة ونكبنا أى عدلنا نكب عَن الطَّرِيق إِذا عدل عَنهُ الْمَعْنى يَقُول تركنَا نجدا والسماوة من وَرَائِنَا لقصدنا هَذَا الممدوح
12 - الْغَرِيب الداجى المظلم والائتلاق البريق واللمعان وتألق الْبَرْق إِذا لمع الْمَعْنى يَقُول لم تزل العيس ترى فى ظلمَة اللَّيْل نور وَجه سيف الدولة يُرِيد ترى لسيف الدولة ضِيَاء يقتادها ونورا يسطع لَهَا وَهَذَا يُشِير إِلَى مَا يظْهر فى أرضه من فَضله ويشرق فِيهَا من أنوار مجده وَهُوَ مَنْقُول من قَول سحيم
(إذَا نحْنُ أدْلَجْنا وأنْتَ أمامَنا ... كَفَى لِمَطايانا بِوَجْهِكَ هادِيا)
وَمثله لأبى الطمحان
(أضَاءَتْ لَهُمْ أحْسابُهُمْ وَوُجُوهُهُمْ ... دُجَى اللَّيلِ حَتَّى نَظَّمَ الجزِعْ ثاقِبُهُ)
13 - الْمَعْنى يَقُول دليلها إِلَى الممدوح ريَاح الْمسك تنشقها من قبله وَهُوَ من قَول أَبى الْعَتَاهِيَة
(وَلَوْ أنَّ رَكبا يَمَّمُوكَ لَقادَهُمْ ... نَسِيمُكَ حَتَّى يَستدلَّ بهِ الرَّكْبُ)
وَمن قَول ابْن الرومى
(فَهَدَتْ عُيُونَهُمُ لَهُ أضْوَاؤُهُ ... وَهَدَتْ أَنُوفَهُمُ لهُ أرْوَاحُهُ)
وَمن قَوْله أَيْضا
(إنْ جَاءَ مَنْ يَبْغِى لَنا مَنْزِلاً ... فَقُلْ لَهُ يَمْشىِ وَيسْتَنْشِقُ)
وَمن قَول أَبى مُسلم
(أرَادُوا لِيُخْفُوا قبرَهُ عَنْ عَدُوّهِ ... فَطِيبُ تُرابِ القَبْرِ دَلَّ عَلى القَبْرِ)