- 1 - الْغَرِيب حاشاه توقاه وتجنبه والضمائر جمع ضمير وَهُوَ مَا يضمره الْإِنْسَان ويخفيه وغيض الدمع نَقصه وحبسه وانهلت انصبت بوادره وهى سوابقه الْمَعْنى يَقُول لما نظر إِلَى محبوبه فتوقى رقيبه وَأَرَادَ أَن يحبس دمعه خانته الضمائر والدمع أى ظَهرت للرقيب من غير قصد وَإِرَادَة وَلم يقدر لشدَّة الْحبّ أَن يحبس دمعه

2 - الْمَعْنى أَنه يعْتَذر لما فى الْبَيْت الأول يَقُول الْمُحب إِذا رأى الحبيب لَا سِيمَا عِنْد الْفِرَاق لَا يقدر على إخفاء الوجد وَإِنَّمَا هُوَ مفتضح بالدمع وستره منتهك لِأَنَّهُ يجزع ويبكى فيستدل عَلَيْهِ بالبكاء والجزع

3 - الْإِعْرَاب ضباء عدى مَرْفُوعَة عندنَا بلولا وَعند الْبَصرِيين بِالِابْتِدَاءِ وَحجَّتنَا أَنَّهَا ترفع الِاسْم لِأَنَّهَا نائبة عَن الْفِعْل الذى لَو ظهر لرفع الِاسْم لِأَنَّك تَقول لَوْلَا زيد لجئت أى لَو لم يمنعنى زيد إِلَّا أَنهم حذفوا الْفِعْل تَخْفِيفًا وَزَادُوا لَا على لَو فصارا بِمَنْزِلَة حرف وَاحِد كَقَوْلِهِم أما أَنْت مُنْطَلقًا انْطَلَقت مَعَك تَقْدِيره أَن كنت مُنْطَلقًا انْطَلَقت مَعَك قَالَ الشَّاعِر

(أَبَا خُرَاشَةَ أمَّا أنتَ ذَا نفرٍ ... فإنَّ قَوْمِى لم تأكلْهُمُ الضَّبُعُ 2)

تَقْدِيره أَن كنت فَحذف الْفِعْل وَزَاد مَا عوضا عَن الْفِعْل كَمَا كَانَت الْألف فى اليمانى عوضا عَن إِحْدَى ياءى النّسَب والذى يدل على أَنَّهَا عوض عَن الْفِعْل أَنه لَا يجوز ذكر الْفِعْل مَعهَا لِئَلَّا يجمع بَين الْعِوَض والمعوض وَحجَّة الْبَصرِيين على أَنه يرْتَفع بِالِابْتِدَاءِ دون لَوْلَا أَن الْحَرْف لَا يعْمل إِلَّا إِذا كَانَ مُخْتَصًّا وَلَوْلَا غير مُخْتَصَّة بِالِاسْمِ فقد قَالَ الشَّاعِر

(لِلهِ دَرُّكَ إنّى قَدْ رَمَيْتُهُمُ ... لوْلا حُدِدْتُ وَلَا عْذْرَى لمحدود)

الْغَرِيب الربرب القطيع من بقر الْوَحْش والجآذر جمع جؤذر وَهُوَ ولد الْبَقَرَة الوحشية الْمَعْنى يُرِيد لَوْلَا هَذِه الظباء كنى عَن النِّسَاء بالظباء وَكَذَلِكَ عَادَة الْعَرَب وعدى قَبيلَة وَالنّسب إِلَيْهِم عدوى وهم من قُرَيْش يُرِيد هَؤُلَاءِ النِّسَاء العدويات اللاتى هن كالظباء فى عيونهن وأجيادهن لم أشق بهم أى أحمل الذل مِنْهُم وَلَا شقيت بالربرب لَوْلَا الصغار يُرِيد لَوْلَا الشواب المليحات لم أشق بالكبار فى مضايقتهن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015