- الْإِعْرَاب وجيش عطف على قَوْله برأى الْغَرِيب حَار يحار حيرة إِذا وقف وَلم يدر مَا يفعل الْمَعْنى يَقُول صبحهمْ بِجَيْش كلما أشرف هَؤُلَاءِ المهزومون على أَرض وَاسِعَة حاروا فِيهَا لسعتها وَشدَّة فرقهم لِأَن الدُّنْيَا تضيق على الْخَائِف كَقَوْلِه تَعَالَى {وَضَاقَتْ عَلَيْهِم الأَرْض بِمَا رَحبَتْ} ثمَّ تتحير الأَرْض لكثرتهم
35 - الْإِعْرَاب لَا قَود لَا بِمَعْنى لَيْسَ وَمثله قَول الشَّاعِر وَهُوَ بَيت الْكتاب
(مَنْ صّدَّ عَن نِيرانِها ... فَإنَّا ابْنُ قَيْسٍ لابراحُ)
الْمَعْنى يَقُول يُحِيط هَذَا الْجَيْش بأغر يعْنى سيف الدولة إِذا قتل أعداءه لَا يُقَاد بهم وَلَا يحمل دِيَة وَلَا يعْتَذر إِلَيْهِم من فعله لِأَنَّهُ ملك يقهرهم بقوته وعدده وعدده يصفهم بالقهر وَالْغَلَبَة والعز والمنعة
36 - الْغَرِيب الْجَبَّار الدَّم الذى لَا قَود فِيهِ وَلَا دِيَة الْمَعْنى إِن سيوفه تريق دِمَاء الْأَعْدَاء ودماؤهم هدر بَاطِلَة لَا يطْلب لَهَا قَود وَلَا دِيَة
37 - الْغَرِيب مصال صولة وَقُوَّة الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح كَانُوا أسدا قبل ذَلِك فَلَمَّا غضِبت عَلَيْهِم وقصدتهم لم تكن لَهُم صولة على طير لضعفهم وَلم يقدروا على الطيران فأهلكتهم قَالَ الواحدى على هَذَا يكون الْبَيْت من صفة المنهزمين وَقَالَ العروضى هَذَا من صفة خيل سيف الدولة يَقُول كَانُوا أسودا وَلَا عيب عَلَيْهِم أَلا يدركوا هَؤُلَاءِ لِأَن الْأسد القوى لَا يُمكنهُ صيد الطَّائِر لِأَنَّهُ لَا مطار لَهُ وَالْمعْنَى أَنهم أَسْرعُوا إِلَى الْهَرَب إسراع الطَّائِر فى الطيران وَهَذَا كالعذر لَهُم فى التَّخَلُّف عَن لحوقهم لسرعة الْهَرَب وَمَا بعد هَذَا الْبَيْت لَا يدل على هَذَا الْمَعْنى وَهُوَ قَوْله {إِذا فاتوا}
28 - الْمَعْنى يَقُول إِذا فاتوا رماح سيف الدولة قَامَ الْعَطش مقَام الرماح فى قَتلهمْ