- الْمَعْنى قَالَ الواحدى روى ابْن جنى يرى بِضَم الْيَاء أى نَحن كل يَوْم فى سرُور لِأَن الصَّباح كل يَوْم يرى يُرِيد اتِّصَال سرورهم قَالَ أَبُو الْفضل العروضى لَيْسَ هُوَ كَمَا ذهب إِلَيْهِ وَإِنَّمَا يُرِيد أَن يخص صباح نيروزه بِالْفَضْلِ فَقَالَ مِيلَاد السرُور إِلَى مثله من السّنة هُوَ هَذَا الصَّباح وَالرِّوَايَة الصَّحِيحَة بِفَتْح النُّون قَالَ ابْن فورجة يُرِيد نَحن فى سرُور ميلاده هَذَا الصَّباح يعْنى صباح نيروز لِأَن السرُور يُولد فى صباحه لفرح النَّاس الشَّائِع فى النيروز
5 - الْغَرِيب الممالك جمع ملك قَالَ أَبُو الْفَتْح هُوَ على حذف الْمُضَاف أى أهل ممالك الْفرس يُرِيد أَن الْفرس عظموه حَتَّى حَسَدْته جَمِيع الْأَيَّام لتعظيمهم لَهُ
6 - الْغَرِيب التلاع جمع تلعة وهى مَا ارْتَفع من الأَرْض وَمِنْه قَول الراعى
(كدخانِ مُرتحِلٍ بِأَعْلَى تَلْعةٍ ... غَرثانَ أضرمَ عَرْفجا مَبلولا)
والوهاد مَا انخفض من الأَرْض وهى جمع وهدة والأكاليل جمع إكليل وَهُوَ مَا يَجْعَل على الرَّأْس كالتاج وَهُوَ من ملابس الْمُلُوك الْمَعْنى يَقُول قَالَ أَبُو الْفَتْح يُرِيد أَن الصَّحرَاء قد تَكَامل زهرها فَجعله كالأكاليل عَلَيْهَا قَالَ أَبُو الْفضل العروضى وَكَيف يَصح مَا قَالَ وَأَبُو الطّيب يَقُول مَا لبسنا وَلم يقل مَا لبست الصَّحرَاء وَمَا يشبه هَذَا مِمَّا يكون دَلِيلا على مَا قَالَ أَبُو الْفَتْح وَلَكِن كَانَ من عَادَة الْفرس إِذا جَلَسُوا فى مجَالِس اللَّهْو وَالشرب يَوْم النيروز أَن يتخذوا أكاليل من النَّبَات والأزهار فيجعلونها على رُءُوسهم وَهَذَا كَقَوْل الطائى
(حَتى تعمَّم صُلْعُ هاماتِ الرُّبا ... مِنْ نَبْتِهِ وتأزَّرَ لأهْضَامُ)
وَهَذَا الْبَيْت سليم لِأَنَّهُ جعل مَا على الرِّبَا بِمَنْزِلَة الْعِمَامَة وَمَا على الأهضام بِمَنْزِلَة الْإِزَار وَوجه قَول المتنبى أَنه أَرَادَ حَتَّى لبستها تلاعه والتحفت بهَا وهاده فَيكون من بَاب
(علفّتها تبِنا وَمَاء بارِداً ... )
وَمعنى الْبَيْت أَن النَّبَات قد عَم الأَرْض مرتفعها ومنخفضها وَبَيت أَبى تَمام أحسن سبكا