- الْغَرِيب البخنق مَا يَجْعَل على رَأس الصبى وتلبسه الْمَرْأَة أَيْضا عِنْد ادهان رَأسهَا الْمَعْنى يَقُول لَا تجبن وتحرص على الْحَيَاة يَقُول الجبان الْعَاجِز قد يقتل عَاجِزا وَالْعجز والجبن لم يَكُونَا من سَبَب الْبَقَاء ولاهما منجيان من كَانَا فِيهِ من الْمَوْت وَغَيره وَقد كرر هَذَا الْمَعْنى وَهُوَ معنى // حسن // كَقَوْلِه
(فمِنَ العجْزِ أَن تكونَ جَبانا)
وَقد بَين فِيمَا بعده تَمام الْغَرَض وَأَن الْعَاجِز يقتل وَيسلم الشجاع الْمِقْدَام بقوله
(ويوفى ... الخ ... )
31 - الْغَرِيب المخش الرجل الجرئ على اللَّيْل والصنديد السَّيِّد الْكَرِيم وَقيل المخش الرجل الدخال فى الْأُمُور وَالْحَرب ويوقى يُقَال وَقَاه الله السوء ووقاه فَهُوَ مرقى وخوض أَكثر فى الْخَوْض الْمَعْنى يَقُول قد يسلم الشجاع وَيهْلك الجبان والشجاع قد دخل فى أَشد الْأَحْوَال وأخوفها وكل هَذَا حث على الشجَاعَة والإقدام
32 - الْمَعْنى يَقُول شرفت بنفسى لَا بقومى وَهَذَا كَقَوْل الشَّاعِر
(نفْسُ عِصامٍ سوّدَتْ عِصامًا ... وعَلَّمَتْهُ الكَرَّ والإقْدَاماَ)
وأصل هَذَا كَقَوْل عَامر بن الطُّفَيْل
(فمَا سَوَّدَتْنِى عامِرٌ عَنْ وَرِثَةٍ ... أَبى اللهُ أنْ أسْمُو بِأُمّ وَلا أبِ)
(وَلكِنَّنِى أحْمِى حِماها وأتَّقِى ... أذَاها وأرْمى مَن رَماها بِمقْنَبِ)
وَقَالَ الآخر
(قد قالَ قوْمٌ أعْطِهِ لقديمه ... جهلوا ولكنْ أعْطِنى لِتَقَدُّمى)
(فَأَنا ابنُ نفسى لَا بعرضى أحْتَذى ... بالسَّيف لَا بِتُرَاب تِلْكَ الْأَعْظَم)
قَالَ الواحدى لَو اقْتصر أَبُو الطّيب على هَذَا الْبَيْت لَكَانَ ألأم النَّاس نسبا لكنه قَالَ
(وبهم ... الخ ... )
33 - الْغَرِيب عوذ الجانى أى يعوذون بهم وغوث الطريد أى المطرود يستغيثهم وَهُوَ الذى يطرد وينفى فإليهم يلجأ الْمَعْنى يَقُول هم أفْصح الْعَرَب لِأَن الضَّاد لم ينْطَلق بهَا إِلَّا الْعَرَب أى هم فَخر لكل الْعَرَب وَإِذا جنى جَان وَخَافَ على نَفسه عاذ بهم ولاذ بهم ليأمن على نَفسه والمطرود إِذا طرد وَنفى اسْتَغَاثَ بهم ولجأ إِلَيْهِم فيمنعونه
34 - الْغَرِيب المعجب الذى يعجب بِنَفسِهِ والعجيب الذى يعجب غَيره وَقيل هما بِمَعْنى كالمبدع والبديع الْمَعْنى يَقُول إِذا عجبت بنفسى فَإِن عجبى عَجِيب لِأَن امْرُؤ لَا يرى فَوق نَفسه من مزِيد فى الشّرف فَلَيْسَ عجبى بمنكر بل هُوَ ظَاهر لَا يُنكره أحد
35 - الْغَرِيب الترب ترب الْإِنْسَان وَهُوَ الذى ولد مَعَه فى وَقت وربيا والقوافى جمع قافية وَتسَمى القصيدة أَيْضا قافية وسمام جمع سم الْمَعْنى يَقُول أَنا أَخُو الْجُود وَأَنا صَاحب القصائد ومنشئ القوافى لأنى لم أسبق إِلَى مثلهَا وَأَنا أقتل الْأَعْدَاء فكأنى لَهُم سم فأقتلهم كَمَا يقتل السم فَأَنا سَبَب غيظ الحساد فهم يتمنون موضعى فَلَا يدركونه فَلهَذَا يغتاظون فَأَنا سَبَب غيظهم