- الْإِعْرَاب عمرك الله مصدر يُقَال أَطَالَ الله عمرك وعمرك بِالضَّمِّ وَالْفَتْح وهما وَإِن كَانَا مصدرين بِمَعْنى إِلَّا أَنه اسْتعْمل أَحدهمَا فى الْقسم وَهُوَ المفتوح فَإِذا أدخلت عَلَيْهِ اللَّام رفعته بِالِابْتِدَاءِ قلت لعمر الله والام لتوكيد الِابْتِدَاء وَالْخَبَر مَحْذُوف وَالتَّقْدِير لعمر الله قسمى فَإِن لم تأت بِاللَّامِ نصبته نصب المصادر وَقلت عمر الله مَا فعلت كَذَا وعمرك الله مَا فعلت كَذَا وَمعنى لعمر الله وَعمر الله أَحْلف بِبَقَاء الله ودوامه وَإِذا قلت عمرك الله فكأنك قلت بتعميرك أى بإقرارك لَهُ بِالْبَقَاءِ وَقَول عمر بن أَبى ربيعَة
(أيُّها المُنْكِحُ الثُّرَيَّا سُهَيْلاً ... عَمْرَكَ اللهُ كيفَ يَلْتَقِيانِ)
يُرِيد سَأَلت الله أَن يُطِيل عمرك لِأَنَّهُ لم يرد الْقسم بذلك وَسُهيْل تورية وَكَذَلِكَ الثريا وهما رجل وَامْرَأَة وَلم يرد النجمين وَهُوَ فى قَول أَبى الطّيب مصدر مَعْنَاهُ سَأَلت الله أَن يعمرك تعميرا الْغَرِيب البراقع شَيْء تَجْعَلهُ نسَاء الْعَرَب على وجوههن شَبيه بالنقاب إِلَّا أَنه يغطى الْوَجْه وَيفتح فِيهِ موضعان على قدر الْعَينَيْنِ والعقود وَاحِدهَا عقد وَهُوَ الْجَوْهَر الْمَعْنى يُخَاطب صَاحبه وَيَقُول سَأَلت الله أَن يعمرك هَل رَأَيْت بدورا تلبس البراقع طلعت عَلَيْهَا وَمن روى قبلهَا أى قبل تِلْكَ الْأَيَّام الَّتِى كُنَّا فِيهَا بدار الأثلة
5 - الْإِعْرَاب راميات صفة لبدور وَالْجَار مُتَعَلق بهَا الْغَرِيب الهدب هُوَ الشّعْر الذى على الأجفان الْمَعْنى يُرِيد بالأسهم الْأَعْين وَلما سَمَّاهَا أسهما جعل ريشا لِأَن الريش يقوى السِّهَام كَذَلِك لحظاتهن إِنَّمَا تصل إِلَى الْقُلُوب بِحسن أشفارهن وأهدابهن وتنفذ إِلَى الْقُلُوب أى تصل إِلَى الْقُلُوب فتنفذ فِيهَا قبل الْجُلُود وَالْبَيْت مَنْقُول من قَول كثير
(وَما صائبٌ مِن نابلٍ قَذَفَتْ بِهِ ... يَدٌ ومُمَرُّ العُقْدتين وَثيقُ)
(بأوشكَ قتلا منكِ يومَ رَميتنى ... نوافِذَ لم يُعلم لهنّ خُرُوقُ)