- 1 - الْإِعْرَاب لم كلمة مَوْضُوعَة للعدد وَذهب أَصْحَابنَا إِلَى أَنَّهَا مركبة وَذهب البصريون إِلَى أَنَّهَا مُفْردَة حجتنا أَن أَصْلهَا مَا زيدت عَلَيْهَا الْكَاف لِأَن الْعَرَب تصل الْحَرْف فى أَوله وَآخره فَمَا وصلته من أَوله نَحْو هَذَا وَمِمَّا وصلته فى آخِره نَحْو {إِمَّا تريني مَا يوعدون} فَكَذَلِك كم زادوا الْكَاف على مَا فصارتا كلمة وَاحِدَة وَكَانَ الأَصْل أَن يُقَال فى كم مَالك كَمَا مَالك إِلَّا أَنه حذف الْألف لِكَثْرَة الِاسْتِعْمَال وَنَظِير كم لم لِأَن الأَصْل فى لم مَا فزيدت عَلَيْهَا اللَّام فصارتا كلمة وَاحِدَة وحذفت الْألف لِكَثْرَة الِاسْتِعْمَال وسكنت الْمِيم فَقَالَ لم فعلت وَزِيَادَة الْكَاف كَثِيرَة قَالَ الله تَعَالَى {لَيْسَ كمثله شئ} أى لَيْسَ مثله وَحكى عَن بعض الْعَرَب أَنه قيل لَهُ كَيفَ تَصْنَعُونَ الأقط قَالَ كهين قَالَ الراجز

(لوَاحقُ الأقْراب فِيهَا كالمَقَقْ ... )

أى المقق وَهُوَ الطول وَحجَّة الْبَصرِيين أَن الأَصْل هُوَ الْإِفْرَاد والتركيب فرع وَمن تمسك بِالْأَصْلِ خرج عَن عُهْدَة الْمُطَالبَة بِالدَّلِيلِ وَمن عدل عَن الأَصْل افْتقر إِلَى إِقَامَة الدَّلِيل لعدوله عَن الأَصْل واستصحاب الْحَال أحد الْأَدِلَّة الْمُعْتَبرَة الْغَرِيب الطلى الْأَعْنَاق الْمَعْنى يَقُول كم قَتِيل مثلى شَهِيد قتل كَمَا قتلت ببياض الْأَعْنَاق وتورد خدودهن وَقَالَ الواحدى جعل قَتِيل الْحبّ شَهِيدا لما روى فى الحَدِيث " إِن من عشق وعف وكتم فَمَاتَ مَاتَ شَهِيدا " ويروى لبياض الطلى يعْنى كم قَتِيل لَهُ وَتَقْدِير الْكَلَام كم قتل قتل كقتلى

2 - الْإِعْرَاب وعيون المها عطف على مَا قبله

(ببياض الطلى وَورد الخدود ... )

الْغَرِيب المها جمع مهاة وهى بقر الْوَحْش تشبه أعين النِّسَاء بعيونها لحسنها وسعتها وفتكت قتلت بَغْتَة والمتيم الْمُذَلل المدله الذى قَتله الْحبّ وأذله واستعبده وتيم اللات عبد اللات والمعمود الذى قد هده الشوق وَأَصله شدَّة الْمَرَض يُقَال عمده وأعمده الْمَعْنى يَقُول كم قَتِيل قتل بعيون المها أى المشابهة لعيون المها وَلَيْسَت تِلْكَ الْعُيُون الَّتِى قتلته كالعيون الَّتِى قتلتنى وفتكت بى وعنى بالمعمود نَفسه

3 - الْإِعْرَاب من روى بدار أثلة فَهُوَ مُضَاف إِلَى نكرَة وَمن رَوَاهُ بلام التَّعْرِيف فَهُوَ أَجود وَعَلِيهِ أَكثر الروَاة فأضافه إِلَى معرفَة وَوَصله بِإِسْقَاط الْهمزَة كَقِرَاءَة ورش {ولدار الْآخِرَة} الْغَرِيب در در الصِّبَا أصل الدّرّ فى اللَّبن وَهُوَ مُسَمّى بِالْمَصْدَرِ لِأَنَّهُ يُقَال در الضَّرع درا ثمَّ كثر حَتَّى قَالُوا لمن يحمدونه لله دره أى لله اللَّبن الذى أرضعه وَقَالُوا لمن ذموه لَا در دره وَللَّه در زيد فِيهِ معنى التَّعَجُّب وذيول جمع ذيل وَدَار الأثلة مَوضِع بِظَاهِر الْكُوفَة والأثل شجر من جنس الطرفاء إِذا حركته الرّيح ترنح وَسمع لَهُ صَوت حنين الْمَعْنى من روى أَيَّام بالنداء فَهُوَ يُخَاطب أَيَّام الصِّبَا تَقْدِيره يَا أَيَّام الْهوى وجر الذيول كِنَايَة عَن النشاط وَاللَّهْو لِأَن النشيط والنشوان يجر ذيله وَلَا يرفعهُ قَالَ أَبُو الْفَتْح در دره أى اتَّصل مَا تعهد من أَيَّام الصِّبَا قَالَ الواحدى وَهَذَا قَول فَاسد وَمن روى وَأَيَّام فقد عطف على در در الصِّبَا وَالْأول هُوَ الْمَعْرُوف وَعَلِيهِ الرِّوَايَة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015