- الْغَرِيب الْأَيَّام يُرِيد الوقائع وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {وَذكرهمْ بأيام الله} يُرِيد الوقائع بالأمم الخالية والنواصي وَاحِدهَا نَاصِيَة وَهِي مقدم شعر الرَّأْس وَمِنْه قَول عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا مالكم تنصون ميتكم أَي تمدون ناصيته كَأَنَّهَا كرهت تَسْرِيح الرَّأْس من الْمَيِّت والناصاة الناصية بلغَة طَيء قَالَ جرير بن عتاب الطَّائِي
(لَقَدْ آذَنَتْ أهلَ اليمامَةِ طَّيءٌ ... بِحَرْبٍ كَناصاةِ الحِصانِ المُشَهَّرِ)
الْمَعْنى يَقُول لَهُ أَنْت لم تدْرك الْملك بالتمني وَلَا بالِاتِّفَاقِ وَلَكِن بالسعي والجهد والوقائع الشَّدِيدَة الَّتِي تشيب نواصي الْأَعْدَاء وَهُوَ من قَول البحتري
(فَتي هَزَّ القَنا فَحَوَى سَناءً ... بِها لَا بِالأحاظِى وَالجُدُودِ)
وَمِنْه قَول يزِيد المهبلي
(سَعَيْتمْ فأدْركُتمْ بِصالح سعيِكُم ... وَأدْرَكَ قَوْمٌ غَيرُكُمْ بِالمقادِرِ)
وَله أَيْضا
(إِذا قَدَّم السُّلْطانُ قوْما عَلى الهَوى ... فَإنَّكُمُ قُدّمْتمُ لِلْمَناقِبِ)
35 - الْإِعْرَاب الضَّمِير فِي ترَاهَا للأيام وَقَالَ الْخَطِيب وَغَيره للأفعال الْغَرِيب المراقي وَاحِدهَا مرقاة وَهِي الدرج الَّتِي تكون فِي السّلم والمساعي فِي فعل الْخَيْر وَهُوَ من سِعَايَة السَّاعِي على الصَّدَقَة الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح تعتقد فِي الْمَعَالِي أَضْعَاف مَا يَعْتَقِدهُ النَّاس فيحسب ذَلِك يكون طَلَبك لَهَا وشحك عَلَيْهَا قَالَ الواحدى وَقد حكى كَلَام أَبى الْفَتْح فَيكون على مَا قَالَ إِن أعداءك يرَوْنَ الْأَيَّام والوقائع مساعي فِي الأَرْض وَأَنت ترَاهَا مراقي فِي السَّمَاء لِأَنَّك بهَا تنَال الْعُلُوّ
36 - الْغَرِيب الجو مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض وَهُوَ الفضاء الَّذِي بَينهمَا الْمَعْنى يَقُول لبست للأيام والحروب والمساعي عجاجا مظلما فلست ترى صفاء إِذا رَأَيْت الجو صافيا من العجاج فَأَنت أبدا تثير العجاج فِي الْحَرْب فكأنك إِذا رَأَيْت الجو صافيا من العجاج رَأَيْته غير صَاف لكراهيتك لصفائه